أعلن الرئيس المصري محمد مرسي قطع العلاقات مع سوريا واغلاق السفارة السورية بالقاهرة وسحب القائم بالأعمال من دمشق وذلك خلال لقائه أمام مؤتمر الأمة المصرية لدعم «الثورة السورية» ماديا ومعنويا، مؤكدا على أن مصر لن تترك الشعب السوري حتى يحصل على حريته كما دعا المجتمع الدولي الى فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا!!
وأضاف مرسي أن سياسة مصر قائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للشعوب وأن لامكانة لنظام الاسد في مستقبل سوريا، مؤكدا في تناقض بين رفضه التدخل الأجنبي السياسي أو العسكري من جانب دول أوميلشيات أو أفراد داعيا حزب الله الى ترك سوريا والمجتمع الدولي للإسراع في تنفيذ حظر الطيران في الاجواء السرية عن طريق اتخاذ قرار بمجلس الأمن الدولي، مشيرا الى عدم السماح بإعادة إنتاج أنظمة قمعية من جديد وأنه مع الشعب السوري متناسيا أن السوريون هم من انتخب بشار الأسد، وجاء تصريح مرسي هذا في الوقت الذي يعاني فيه استياء متناميا بسبب وضعه الاقتصادي ومخاوف من فرض برنامج اسلامي متشدد من طرف أحزاب المعارضة لاسيما جبهة الانقاذ وسيواجه احتجاجا يوم ٣٠ جوان القادم وقد تتعامل قواته مع المحتجين بعنف خاصة وأن أزمة الاعلان الدستوري مازالت تلاحقه.
ولو كان إعلان مرسي قطع علاقات مصر مع إسرائيل وبطلان العمل ببنود اتفاقية كامب ديفيد اللاقي ترحيبا وتأييدا واسعا من العالمين العربي والاسلامي إلا انه ابقى على العلاقات مع اسرائيل وقطعها مع سوريا!!
وقد اعتبرت سوريا طلب مرسي فرض منطقة حظر جوي استباحة للمنطقة وقطع العلاقات الدبلوماسية معها بالقرار اللامسؤول وانضمام لجوق التآمر والتحريض .
أما الزغبي، فقد قال إننا نعطي أهمية لكلام مرسي وأفعاله ونميز جيدا بين دور مصر في الواقع العربي وبين قرارات مرسي والعلاقات السورية المصرية قديمة وأن الوحدة بينهما فيما سمي (الجمهورية العربية المتحدة) كانت بداية لتوحيد الدول العربية وهي إحدى احلام الرئيس جمال عبد الناصر والتي أعلن عن قيامها في ٢٢ فبراير ١٩٥٨ بتوقيع ميثاقها بين الرئيسين المصري والسوري جمال عبد الناصر وشكري القتلي وفي سنة ١٩٦٠ توحد برلماني البلدين، وقد أنهيت الوحدة بانقلاب عسكري في دمشق في ٢٨ سبتمبر ١٩٦١ وأعلنت سوريا عن قيام الجمهورية بينما احتفظت مصر باسم الجمهورية العربية المتحدة حتى عام ١٩٧١.
فماذا عسى الابراهيمي أن يفعل في ظل انقسام الموقف العربي والدولي بخصوص القضية السورية حيث انه غادر مصر الى فرنسا للالتقاء بالمسؤولين رغم أن حوالي ١٧٠ فرنسي يقاتل الى جانب المتمردين بسوريا من بين ٢٠٠٠ مقاتل أوروبي من مختلف الجنسيات، وهاهي أمريكا تعلن صراحة دعم المعارضة بالسلاح عن طريق قواعدها السرية بتركيا والأردن وعلى ضوء ذلك وصل بوتين أمس الى لندن لعقد مباحثات مع كاميرون أهمها القضية السورية لاسيما وأن أولوية روسيا هي وقف العنف بسوريا في أقرب وقت.
وأمام هذا التكالب الدولي على سوريا، هل يكتب لمؤتمر السلام النجاح؟
سوريا
دمشق تصف قرار مرسي باللامسؤول
شوهد:908 مرة