استفزازات تعبر عن فشل سياسة الاحتلال

المغــرب يعيــش عزلـة دوليــة

أكد مسؤول العلاقات الخارجية باتحاد شبيبة الساقية الحمراء و وادي الذهب السيد حمدي يوسف، ان “التصريحات الأخيرة التي وردت عن الحكومة المغربية بخصوص الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون، هي نتيجة فشل سياسة الاحتلال التي ينتهجها المغرب في الصحراء الغربية”.
 في بيان للشبيبة الصحراوية، اعتبر مسؤول العلاقات الخارجية أن “التصريحات المغربية بخصوص بان كي مون بعد زيارته للمنطقة غير مسؤولة وتدل مرة أخرى على فشل سياسة الاحتلال التي ينتهجها المغرب منذ أربعين سنة بالصحراء الغربية المحتلة”.
 جاء توضيح اتحاد الشبيبة كرد فعل على تصريحات الحكومة المغربية التي انتقدت بان كي مون على ما زعمت “تخليه عن موضوعيته وحياده” خلال زيارته، يوم السبت الفارط، لمخيمات اللاجئين الصحراويين والأراضي المحررة ببئر لحلو.
واعتبر المصدر ذاته، أن الزيارة الأخيرة التي قام بها بان كي مون للأراضي الصحراوية المحررة ببئر لحلو و مخيمات اللاجئين الصحراويين كانت “ناجحة جدا”، مضيفا أن”هذه الزيارة تعتبر خطوة إلى الأمام نحو تصفية الاستعمار في آخر إقليم محتل في إفريقيا”.
 دعا الاتحاد من جهة أخرى المجتمع الدولي ومنظمات الشباب عبر العالم إلى “تبني مواقف حازمة والتنديد بهذه المحاولة الجديدة للمغرب للتملص عن التزاماته الدولية الأمر الذي سيدفع بالمنطقة إلى حرب جديدة”.
 من جهة أخرى، دعا الشباب الصحراوي مجلس الأمن و جميع القوى السياسية الدولية إلى التدخل من خلال الضغط على المغرب لحمله على احترام الشرعية الدولية”، حيث أضافوا “بأنه بات من الصعب إقناع الشباب الصحراوي بمواصلة الكفاح السلمي ضد الاحتلال المغربي الذي طال أمده”.
 في ذات السياق، أكدت ممثلة جبهة البوليساريو بإسبانيا السيدة خيرة بلاهي، بأن المغرب يعيش حاليا عزلة دولية ومواقفه تتناقض مع الشرعية الدولية وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
 شدّدت المسؤولة الصحراوية في ردها على التصريحات الأخيرة للحكومة المغربية تجاه بان كي مون، ان المغرب يوجد في وضعية “لا يحسد عليها”.
كما أشارت الدبلوماسية خيرة بلاهي، إلى ان “المغرب لا يواجه الاتحاد الأوروبي فقط بعد إلغاء المحكمة الأوروبية للاتفاقيات الفلاحية وإنما كذلك يواجه منظمة الأمم المتحدة بعد ان رفض الزيارة الأخيرة لبان كي مون إلى المنطقة”.
أوضحت في ذات السياق، ان المغرب يوجد كذلك في مواجهة الاتحاد الإفريقي الذي لديه مواقف متقدمة فيما يخص مسألة الصحراء الغربية.
 بيّنت ان “ما يقوم به المغرب يشكل خطوة أخرى في مسار التعنت كما تعوّد على ذلك وقد انعكس ذلك برفضه زيارة بان كي مون إلى المنطقة واغتيال مواطن صحراوي وأخيرا إرسال قوات عسكرية إضافية كبيرة إلى الأراضي المحتلة من أجل قمع المظاهرات السلمية للمواطنين الصحراويين المطالبين بالاستقلال”.
 إرادة أممية قوية لحلّ النزاع
أكد الوزير المنتدب لأوروبا، السيد محمد سيداتي، الخميس، ببروكسل، ان التهجم الذي قامت به السلطات المغربية ضد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يعد “دليل ارتباك” من الرباط التي لم تتوقف منذ سنوات عن إفشال جهود الأمم المتحدة من أجل تسوية النزاع في الصحراء الغربية..
وأوضح السيد سيداتي، ان الاتهامات التي وجهها المغرب للأمين العام للأمم المتحدة تشكل “دليلا على ارتباك السلطات المغربية التي تلجأ مرة أخرى إلى الضغط والابتزاز”.
وندّد السيد سيداتي في هذا الصدد بممارسات المملكة المغربية التي تعمل منذ سنوات على إفشال جهود الأمم المتحدة في تسوية النزاع في الصحراء الغربية طبقا للوائح جمعيتها العامة و مجلس الأمن، مؤكدا ان رد الفعل العنيف الذي أبدته السلطات المغربية بعد زيارة بان كي مون إلى المنطقة دافعه “الشرعية التي أعطيت لكفاح الشعب الصحراوي من خلال هذه الخطوة التي قام بها الأمين العام للأمم المتحدة”.
 أضاف المسؤول الصحراوي، إن “المغرب يعرقل أولا زيارة الأمين العام للأمم المتحدة إلى المغرب والأراضي الصحراوية المحتلة والآن نشهد الممارسات التي عودنا عليها المحتل المغربي التوسعي والذي ما فتئ يلجأ إلى الضغط والابتزاز”.
تابع قوله ان الخرجة الإعلامية الجديدة للسلطات المغربية تظهر إلى أي مدى يصعب المغرب من مهمة تحقيق السلام الذي بادرت به الأمم المتحدة في الصحراء الغربية.
  أعرب الوزير المنتدب لأوروبا عن ارتياحه لرد الفعل “المنطقي” للأمين العام الأممي آملا في ان تسمح زيارته إلى المنطقة “بتسريع مسار تجسيد اللوائح الأممية”، سيما “توفير الشروط من أجل وضع أجندة ديمقراطية كطريق لحل نهائي للنزاع في الصحراء الغربية”.
وخلص في الأخير إلى القول “بأنه من دون تفاؤل مفرط يبدو ان هذه الزيارة كانت خطوة جد ايجابية حيث أظهرت إرادة حقيقية لدى الأمم المتحدة في المساعدة على إيجاد حل للنزاع سيما مع محاولة تجسيد لوائحها وقراراتها.
   الرأي الجزائري يقود إلى الانفراج
  صرّحت المجموعة البرلمانية الإيطالية للصداقة مع الشعب الصحراوي أنها “توافق الرأي” الذي تبديه الجزائر والمتمثل في التوصل إلى حل عاجل للمسألة الصحراوية ومسؤولية الأمم المتحدة في ذلك.
  أكد مؤخرا السيناتور ستيفانو فاكاري عن الحزب الديمقراطي (الوسط اليساري) أن “المجموعة البرلمانية التي يترأسها تؤيد رأي الجزائر باعتبارها بلدا جارا لكلا الطرفين المتنازعين، الداعي إلى إيجاد حل قائم على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره”
مذكرا بـ “رسالة ودعوة الرئيس بوتفليقة اللتين أعرب فيهما عن أمله في أن يتم التوصل إلى حل عاجل للمسألة الصحراوية و مسؤولية الأمم المتحدة في ذلك”.
  كما أعرب عن “أمله في أن لا تبقى التصريحات الجديدة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الوحيدة في هذا الشأن”.
 تابع قائلا: “نأمل بعد الجزائر أن تدعم دولا أخرى اقتراح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المتعلق ببعث مفاوضات مباشرة بين المغرب وجبهة البوليزاريو”.
 أبدى السيناتور الإيطالي “ارتياحه فيما يتعلق بالإقتراح الذي صادق عليه السيد بان كي مون والتزام هذا الأخير من أجل التوصل إلى اتفاق عادل ودائم يضمن للشعب الصحراوي الحق في تقرير مصيره”.
 أوضح عضو مجلس الشيوخ الايطالي: “نحن على يقين مثلما أكده الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بأن هذا المسار سيشجع تحقيق الاستقرار والتنمية في منطقة المغرب العربي وسيكون بمثابة مثال يحتدى به في باقي مناطق النزاع في إفريقيا”.
 يترأس عضو مجلس الشيوخ فاكاري المجموعة البرلمانية التي كانت وراء مصادقة مجلس الشيوخ الايطالي، خلال العهدة الحالية على العديد من اللوائح الداعمة للشعب الصحراوي.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024