رسالة إلى المسؤولين عن مصير كوكب الأرض:

من أجل نجاح قمة التغيرات المناخية 21

ترجمها إلى العربية: أمين بلعمري

يبدو أن المفاوضات التي شهدتها القمة 21 للتغيرات المناخية قد تعثرت ونودّ في هذا الصدد إسماع صوتنا وهو صوت شباب قلق على مستقبل الأرض.
لا نتكلم في هذا المقام كجزائريات وجزائريين سيتأثر بلدنا مباشرة وبشدة جراء التغيرات المناخية (أمطار طوفانية، موجات متكررة من الحر، التصحر وتآكل الأرض) ولكن كمواطنات ومواطنين يزداد حنقنا من هذا الوضع، الذي سيزداد تعقيدا إن لم نتصرف بفعل شيء يوقف هوسنا بالمحروقات.
إننا نطلق صافرة الإنذار، لأن وضع الأرض لا يبشر بخير، حيث بلغت انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو خلال ثانية واحدة فقط 1.6 مليون كلغ أي (1600) طن وناهزت سنة 2013 (40 مليار طن)، أين تجاوزت نسبة تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون 400 جزء من المليون والعالم يعيش فعليا حالة من الثمالة البترولية، الغازية والفحمية، حيث تعتمد كل النشاطات البشرية أو تكاد على المحروقات.
إن التقارير الأخيرة للجنة الدولية للتغيرات المناخية، بيّنت أن الغازات المنتشرة في الجو وفي حال إن لم نفعل شيئا فستؤدي إلى رفع درجة حرارة الأرض من 2 إلى 5 درجات مئوية وسنشهد جراء ذلك ظروفا مناخية غاية في القساوة مثل الحرائق، الجفاف والاندثار التام لبعض الدول والجزر وكذا إبادة بعض الكائنات الحيوانية وسيكون هناك - لا قدر الله - انقراض عظيم سادس وسنكون نحن المتسبّبين في ذلك.
إن النماذج التي قدمتها الوكالة الدولية للطاقة وكذا الوكالات الحكومية الأمريكية التي عرضت حصيلة طاقوية ستعتمد على 80% من المحروقات بين سنتي 2035 - 2040! مخيفة جدا ولسنا هنا بصدد محاكمة التلوث الناتج عن الدول الصناعية، كونها المسؤول الأكبر عن انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون ولا الدول الناشئة التي تعمل على استمرار تطورها ولو كان ذلك على حساب المزيد من التلوث الخطير. ولكن هل من الأخلاق أن يستهلك أمريكي واحد من الطاقة خلال أسبوع ما يستهلكه صومالي خلال سنة كاملة؟ إذا لم نفعل شيئا من أجل خفض درجة الحرارة في حدود (2) درجتين مئويتين، سيكون هناك تغير مناخي جذري وكارثي سيهدد حياة الملايين من الضعفاء في هذا العالم.
إنه وفي الوقت الذي نتحدث فيه عن التخلي عن المحروقات، نواصل في الوقت نفسه دعم الطاقات الناتجة عن المحروقات بملايير الدولارات الأمريكية، بينما نجد صعوبة في رصد 100 مليار دولار فقط، اعتبارا من سنة 2020، لمساعدة دول الجنوب.
في هذا الصدد، يجدر الذكر أن مساعدة الجزائر على إعادة بعث السد الأخضر سيسمح لها بمكافحة تآكل الأراضي وإعادة الإخضرار إلى الصحراء أين ستسمح لنا هناك الطاقات المتجددة من تحويلها إلى خزان حقيقي للجزائر من القمح.
أمنيتنا هي أن تتم مراجعة هذه الالتزامات على نحو يسمح بمكافحة الغازات الدفيئة وكذا أن تكون اتفاقية باريس المنتظرة ملزمة أكثر وتسمح بمراقبة مدى التزام الجميع.
إنه وبعد فشل كل اللقاءات السابقة حول البيئة، فإننا أصبحنا مجبرين اليوم على التوصل إلى اتفاقية ملزمة فيما يخص التوجه نحو طاقات نظيفة تحترم البيئة.
وفي هذا الصدد، فإن مدرستنا وقبل عشرين سنة خلت، كان لديها وعي بضرورة التوجه إلى تنمية مستدامة.
وبصفتنا طلبة مهندسين في هذه المدرسة، فإننا سنشارك بطريقتنا في ذلك من خلال تنظيم اليوم 20 للطاقة يوم 16 أفريل 2016، سيكون شعار هذا اليوم «من أجل تطور إنساني مستدام في الجزائر».
إننا نؤمن بالانتقال نحو حياة جديدة تقوم على التنمية المستدامة، تمكننا من تسليم الأجيال القادمة كوكبا معافى وفي صحة جيدة، كما كتب في هذا الشأن جيلبير سيسبورن «الأرض ليست هبة من أبائنا ولكنها ديْن يجب أن نؤديه لأبنائنا».

الطلبة المهندسون بالمدرسة متعددة التقنيات بالجزائر، سنة رابعة هندسة كيمائية/ الجزائر يوم 04 ديسمبر 2015

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024