تكتسي زيارة رئيس جمهورية السودان عمر حسن البشير ابتداء من اليوم إلى الجزائر، أهمية كبيرة بالنظر إلى العلاقات الاخوية المتينة التي تربط البلدين الشقيقين، وامكانيات التعاون الثنائي لخلق شراكة ناجحة تعود بالفائدة على الشعبين.
ومن المؤكد أن تركّز زيارة البشير بالاضافة إلى العلاقات الثنائية، على التحديات الخطيرة التي قصمت ظهر الأمة العربية للبحث عن الدور الذي يمكن القيام به سويّة لحلحلة الأزمات التي تعصف بأكثر من دولة.
وفي ظل توجيهات الرئيسين بوتفليقة والبشير، سيغتنم وفدا البلدين هذه الفرصة لدراسة فرص التعاون متعدد القطاعات من أجل تهيئة المناخ لإقامة شراكة فعلية في مختلف الميادين والقطاعات، خاصة وأن البلدين لديهما إمكانيات وقدرات هامة يمكن استغلالها للتأسيس لهذه الشراكة».
ومعلوم أن جمهورية السودان التي كانت أكبر دولة في افريقيا قبل تقسيمها سنة 2011، تمتلك العديد من الإمكانيات والثرواث التي تفتح شهية أي دولة للتعاون والتكامل معها، فهي من الأقطار الشاسعة والغنية بالموارد الطبيعية ممثلة خاصة في الأراضي الزراعية الخصبة والثروة الحيوانية والمعدنية
والغابات والثروة السمكية والمياه الوفيرة، ما يجعلها تعتمد اعتمادا رئيسيا على الزراعة حيث تمثل 80% من نشاط السكان إضافة للصناعة التحويلية خاصة الصناعات التي تعتمد على الزراعة.
وقد ازدهر الاقتصاد السوداني على خلفية الزيادة في إنتاج النفط، وارتفاع أسعار النفط، والتدفقات كبيرة من الاستثمار الأجنبي المباشر، وبدأ السودان تصدير النفط الخام في الربع الأخير من عام 1999، كما أن الإنتاج الزراعي لا يزال مهما، لأنه يوظف 80% من قوة العمل ويساهم في ثلث الناتج المحلي الإجمالي.
«سلة غذاء» عالمية
تشكل الزراعة وتربية الماشية أهم المصادر الرئيسية لكسب العيش والدخل في السودان، الذي يعتبر واحدا من أكبر ثلاث بلدان في القارة أفريقية من حيث المساحة وواحد من أهم بلدان العالم التي تتوافر فيه المياه والأراضي الزراعية الصالحة للزراعة بما يقارب ثلث إجمالي مساحته البالغة 1,886,068 كيلومتر مربع، مما يجعله «سلة غذاء» عالمية مؤكدة.
ويعتبر القطن من محاصيل التصدير الرئيسية، والسودان هو أكبر بلد منتج للسمسم في العالم، يأتي ترتيبه الثالث بعد الهند والصين، وهو أيضا من دول العالم الأكثر إنتاجا للذرة.
ويشغل قطاع الثروة الحيوانية المرتبة الثانية في الاقتصاد السوداني من حيث الأهمية، إذ يمتلك السودان أكثر من 130 مليون رأس من الماشية، وتمتلك الخرطوم وحدها أكثر من مليون رأس منها بالإضافة إلى الثروة السمكية في المياه العذبة في الأنهار كالنيل والبحيرات كبحيرة النوبة والمياه المالحة كالبحر الأحمر، بالإضافة إلي الحيوانات البرية والطيور.
الصناعة
تتركز الصناعة في السودان في الصناعات التحويلية والتي تعتمد على المنتجات الزراعية حيث تزدهر كل من صناعة النسيج والسكر والزيوت إذ تبلغ كمية إنتاج الزيوت حوالي 3 مليون طن والتي تتعامل مع زيوت بذرة القطن وعباد الشمس والفول السوداني والسمسم. بالإضافة للصناعات التحويلية الأخرى مثل صناعة (الإيثانول) في مصنع سكر كنانة، ويعتبر السودان أول دولة عربية منتجة للإيثانول، وقد بلغ إنتاجه حوالي 30 مليون لتر (عام 2011 م) غطى الطلب المحلي وتم تصدير جزء منه إلى دول الإتحاد الأوروبي والدول العربية، ويعتبر السودان ثاني أكبر منتج للإيثانول في أفريقيا بعد جنوب أفريقيا.
كما انتعشت في السودان عدة صناعات خفيفة وثقيلة مثل صناعة تجميع السيارات بمصنع جياد بولاية الجزيرة وصناعة الطائرات في منطقة كرري وصناعة الحديد الصلب وكثير من الصناعات الخفيفة الأخرى.
الإنتاج النفطي
بدأ الإنتاج النفطي في السودان في حقول أبي جابرة وشارف، ثم لحق بذلك الإنتاج من حقول عدارييل وهجليج، وكان مجمل إنتاج النفط في السودان حتى جويلية 1998 في حدود الثلاثة ملايين برميل.
وقد تراجع نصيب السودان من الإنتاج النفطي بعد انفصال الجنوب، ومن المتوقع أن يرتفع الإنتاج بعد تشغيل الحقول التي كانت معطلة بسبب التوترات في المنطقة وزيادة الاستثمار في التنقيب.
ويبلغ احتياطي السودان من النفط المؤكد 6.8 مليار برميل (2010)، وهو بهذا يحتل الرقم 20 في العالم، بينما يبلغ احتياطيه المؤكد من الغاز الطبيعي (2010) مليار متر مكعب.
السيــاحة والآثار
تعتبر مساحة السودان الشاسعة وتنوع طبيعتها وتراثها التاريخي والثقافي، حافزا هاماً في إيلاء السلطات الحكومية القطاع السياحي أهمية كبيرة فقامت بتنظيم هذا القطاع تنظيما ملفتا من خلال إنشاء وزارة السياحة، لكي يكون مصدرا فعّالا للدخل القومي من جهة، ولتعريف العالم على هذه الثروة الغنية التي يمتلكها السودان، من أجل ذلك قامت الدولة ببناء مراكز سياحية على مختلف مساحة البلاد وربطها بشبكة مواصلات تسهل عملية من وإلى هذه المراكز.
