تثير موجات اللاجئين الذين يفرون من نيران الحروب في الشرق الأوسط جدلا في الأوساط الغربية، خاصة في ظل الظروف المأساوية التي يواجهونها أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا، حيث يقضي الآلاف غرقا، ويعاني الذين يصلون الى الضفة الاخرى مصاعب و مشاكل رهيبة، لعل من صورها المرعبة، أكوام جثت الفارين من الحرب في سوريا الذين تكدّست في شاحنة عثر عليها متوقفة على الطريق السريع بالنمسا.
وقد أفادت المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة أن أكثر من 300 ألف مهاجر عبروا المتوسط منذ بداية جانفي وحتى نهاية أوت، وأن أكثر من 2500 غرقوا في البحر أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا، كما أن 200 ألف منهم وصلوا إلى اليونان و 110 آلاف إلى إيطاليا. وترجمة لما يتكبده المهاجرون غير الشرعيون، أعرب مسؤولون ليبيون عن خشيتهم من أن يكون نحو مئتي شخص لاقوا مصرعهم بحادث غرق قارب مكتظ باللاجئين -أغلبيتهم أفارقة- قبالة الساحل الليبي الخميس، حيث كانوا في طريقهم إلى إيطاليا.
وقال مسؤول أمني في بلدة زوارة بغرب ليبيا من حيث انطلق القارب إن نحو أربعمئة شخص كانوا على متن القارب، وإن كثيرين حوصروا على الأرجح في مخزن الأمتعة حين انقلب.
وأضاف أن قوات خفر السواحل الليبية أنقذت أكثر من مئتين من ركاب القارب، وتم نقل 147 منهم إلى منشأة احتجاز للاجئين في صبراتة غربي طرابلس.
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن قاربين كانا في طريقهما لأوروبا وعلى متنهما نحو خمسمئة لاجئ انقلبا قبالة السواحل الليبية وسط مخاوف بمقتل المئات. وتعد ليبيا نقطة انطلاق للاجئين الذين يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط للوصول إلى أوروبا، ولا تبعد السواحل الليبية -البالغ طولها 1770 كيلومتر- أكثر من ثلاثمئة كيلومتر عن جزيرة لامبيدوزا الإيطالية التي تشهد كل عام وصول آلاف اللاجئين.