توقع مسؤول أممي أن تصدر الأمم المتحدة قريبا قرارا بشأن الاتفاق النووي مع إيران والذي تم التوصل إليه، الثلاثاء، بينما رحب قادة العالم بالاتفاق، حيث تحدث الرئيس الأميركي باراك أوباما عن “اتجاه جديد”، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن “تنفس الصعداء” في العالم.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن مجلس الأمن الدولي سيصدر القرار في وقت قريب للغاية، دون أن يقدم تفاصيل عن القرار أو موعد تقديمه.
من جانبها، أعلنت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامنتا باور، أن بلادها ستقدم خلال الأيام المقبلة مشروع القرار باسم مجموعة دول “5+1” وباسم الاتحاد الأوروبي.
وأوضحت أن القرار الأممي سيقر الاتفاق النووي وسينص على إجراءات مهمة، من بينها استبدال الآلية الحالية للعقوبات التي يفرضها مجلس الأمن بقيود جديدة ملزمة تقررت في فيينا.
وتخضع إيران حاليا لسلسلة عقوبات من قبل الأمم المتحدة، جاءت في سبعة قرارات تبنّاها مجلس الأمن منذ العام 2006، ردا على النشاطات العسكرية الإيرانية.
وتوالت ردود الفعل المرحبة بالاتفاق، وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن “تنفس الصعداء” في العالم، واقترح رئيس الوزراء السويدي السابق كارل بيلت، منح جائزة نوبل للسلام للعام 2015 للمتفاوضين.
من جهتها وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الاتفاق النووي بين إيران والدول الست بالناجح، وقالت إن النتيجة التي تحققت في مفاوضات فيينا تعني أن هدف حرمان إيران من برنامج نووي عسكري بات أقرب من أي وقت مضى، وعبّرت عن أملها في تنفيذ الاتفاق بسرعة.
كما أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالاتفاق، وعبّر عن أمله في أن يؤدي إلى “مزيد من التفاهم والتعاون حول العديد من التحديات الأمنية الخطيرة في الشرق الأوسط”.
واعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبرغ، أن الاتفاق “يشكل اختراقا تاريخيا”، داعيا إيران إلى الوفاء بالتزاماتها.
ورأى رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، أنه في الشرق الأوسط المنطقة التي تشهد “تناميا للإرهاب، يظهر هذا الاتفاق إمكانية حل الأزمات بالسبل السلمية”.
ورحبت مدريد بالاتفاق، علما بأنها تترأس لجنة العقوبات التي تستهدف إيران في الأمم المتحدة، مؤكدة أنها “ستسهر على التطبيق السليم لهذا الاتفاق”.
كما عبّر وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو، عن رضاه عن الاتفاق، معتبرا أن “رفع العقوبات سيساهم في الاقتصاد الإقليمي”.
واعتبر نظيره العراقي إبراهيم الجعفري، في مؤتمر صحفي مشترك في أنقرة، أن الاتفاق “مهم وعلينا أن ندعمه”.
بدوره، رحّب الرئيس السوري بشار الأسد بالاتفاق ووصفه “بالانتصار العظيم”. ولقي الاتفاق ترحيبا من جيران إيران، حيث أشادت أفغانستان بالجهود الرامية إلى “تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة”، بينما قالت باكستان إن تدابير بناء الثقة بشأن البرنامج النووي الإيراني “نذير خير للسلام والأمن في منطقتنا”.
في المقابل، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتفاق “خطأ تاريخيا”، كما انتقدته الحكومة الكندية المحافظة، واعتبرت أن إيران لا تزال تشكل تهديدا للسلام.
أما المعارضة الإيرانية في المنفى، فعبّرت عن أسفها إزاء السماح لطهران بتخصيب اليورانيوم.
هذا ويعتزم الرئيس الأميركي باراك أوباما إرسال وزير دفاعه آشتون كارتر إلى الشرق الأوسط، الأسبوع المقبل، لطمأنة الدول الحليفة بالمنطقة، أن الاتفاق النووي مع إيران لن يُقوِّض التزام واشنطن بحماية أمنها.
فابيوس قريبا إلى طهران
صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس، أنه سيزور إيران قريبا، إثر دعوة من نظيره الإيراني.
وستكون هذه الزيارة واحدة من أولى زيارات مسؤولين غربيين إلى طهران بعد الاتفاق الذي أبرم، الثلاثاء، في فيينا، لإنهاء 12 سنة من التوتر المرتبط بالبرنامج النووي الإيراني.
وشدد فابيوس على “الآفاق المهمة” التي تفتح للشركات الفرنسية بعودة إيران إلى الأسرة الدولية بعد الاتفاق، لكنه نفى أن تكون باريس دعمت هذا الاتفاق لأسباب تجارية أولا.
وقال الوزير الفرنسي، إن “التجارة بالغة الأهمية إنها تتيح النمو. إنه أمر مهم جدا للإيرانيين ومهم جدا لنا”.