أعلنت الأمم المتحدة رفقة الاتحاد الأوروبي عن تخصيص تعهدات بأكثر من 275 مليون دولار لدعم ومعالجة الآثار الإنسانية الناجمة عن التدهور المطرد للأزمة في جنوب السودان.
التعهدات قدمت خلال مؤتمر رفيع المستوى في جنيف، نظمه الاتحاد الأوروبي ومكتب الأمم المتحدة، لتنسيق الشؤون الإنسانية حول الوضع الإنساني في جنوب السودان، نهاية الأسبوع المنقضي.
ووفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، تدهورت الأزمة الإنسانية في جنوب السودان بشكل مطرد منذ اندلاع العنف في نهاية عام 2013 الذي تسبب في نزح أكثر من مليوني شخص مازالوا معرضين للهجمات والعنف القائم على نوع الجنس والتجنيد القسري في الجماعات المسلحة. وهناك تقديرات تشير إلى أن 4.6 ملايين شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، فيما يزيد موسم الأمطار من خطر الإصابة بالأمراض المتنقلة عن طريق المياه منها الملاريا.
وههذا الخصوص قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين، «لابد من تمويل جهود الإغاثة على نحو كاف وتمكين العاملين في المجال الإنساني من تقديم الخدمات الأساسية، الغذاء والماء والمأوى والرعاية الصحية للنازحين بالمناطق التي يصعب الوصول إليها».
وقد أدى الصراع إلى فرار أكثر من نصف مليون لاجئ إلى إثيوبيا، وكينيا والسودان وأوغندا. وقد عبر أكثر من 17 ألف طفل الحدود وانفصلوا عن أسرهم.
وفي تصريحاته قبيل المؤتمر، قال السيد أوبراين، الذي يشغل أيضا منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، إنه على مدار الشهر الماضي، تصاعدت حدة القتال وشهدت البلاد هجمات «غير مقبولة تماما» على قواعد الأمم المتحدة التي تستضيف أكثر من 140 ألف شخص.
علاوة على ذلك، أكد أن روايات شهود العيان وصور الأقمار الصناعية، تظهر أن أطراف الصراع «تدمر» المجتمعات في أجزاء من ولاية أعالي النيل الكبرى، حيث تم ترويع المدنيين وأجبروا على الفرار للنجاة بحياتهم. كما تم هدم القرى والمرافق الصحية وسرقة الماشية ونهب قوت أهلها ثم حرقها.
وقال المفوض السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريش، «لقد فاق عدد لاجئي دولة جنوب السودان الأعداد التي كانت خلال فترة التوقيع على اتفاق السلام الشامل بعد عقود من الحرب الأهلية».
وأضاف، «لقد تأثرت الدول المجاورة بشدة من هذا التدفق الهائل، وتفتقر الوكالات الإنسانية إلى الموارد اللازمة لتلبية الاحتياجات الهائلة والمتنامية، بوجود لاجئين يتألف معظمهم من 70 من المائة من الأطفال، فثمة حاجة ملحّة لزيادة التمويل وتلبية الاحتياجات الأساسية لحمايتهم». من جانبه، قال مفوض الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات، كريستوس ستايليانيدس، «إن التعهدات التي قدمت في مؤتمر اليوم تظهر أن العالم لم ينسَ شعب جنوب السودان. ونحن ملتزمون بالتخفيف من معاناته».