قادة الدول والمنظمات يرّحبون بالإنجاز التاريخي
صرّح الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كايتا، الجمعة، بباماكو، أن “الجزائر عالجت الملف المالي بإحكام و بكثير من الذكاء” بما أفضى للتوقيع على اتفاق السلم والمصالحة الوطنية بين الماليين.
وأضاف أن “ الاتفاق مازال مفتوحا أمام جزء من تنسيقية حركات الازواد التي لم تقم بالتوقيع بعد، موضحا المهم أن مستقبل “مالي لا يرهن”.
وأوضح السيد ابراهيم بوبكر كايتا أن باب التوقيع مازال مفتوحا لكن الأولوية هي التوجه للتوقيع من أجل استتباب السلم والاستقرار. لقد آن الأوان لوضع الثقة فينا من خلال التوجه نحو التوقيع”.
هذا وقد تم، مساء الجمعة، بباماكو، التوقيع على اتفاق السلم والمصالحة في مالي من قبل أطراف الحوار المالية من أجل تسوية الأزمة في شمال هذا البلد.
وقد وقّع على الوثيقة ممثلو الحكومة المالية والحركات السياسية العسكرية المشاركة في أرضية الجزائر ومن طرف الوساطة الدولية التي تقودها الجزائر. كما وقّعت على الاتفاق أيضا تنسيقية شعب الأزواد وتنسيقية الحركات والجبهات الوطنية للمقاومة.
وكانت الحركة الوطنية لتحرير الأزواد والمجلس الأعلى لتوحيد الأزواد والحركة العربية للأزواد التي تشكل هي الأخرى تنسيقية حركات الأزواد قد وقّعت بالأحرف الأولى على اتفاق السلم والمصالحة، يوم الخميس بالجزائر.
في السياق ذاته، أكد رؤساء دول إفريقية على التزام الجزائر “المطلق” لصالح السلم والاستقرار في مالي عقب توقيع الأطراف المالية على اتفاق السلم والمصالحة.
وأضاف “أهنئ بهذه المناسبة الوساطة الجزائرية الممتازة التي أفضت بعد أكثر من ثمانية أشهر من التفاوض إلى اتفاق السلم و المصالحة هذا”.
أكدت جماعات شمال مالي المسلحة من خلال توقيعها على اتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر التزامها “المطلق” لصالح السلم وإرادتها “الراسخة” لاستتباب الاستقرار في بلدها، حسبما صرّح به ممثلو هذه الحركات، يوم الجمعة.
بهذا الصدد، أكد ممثل أرضية الجزائر هاروما توري إثر التوقيع على اتفاق السلم والمصالحة أنه “حدث هام تاريخي وحاسم كنا ننتظره منذ بداية الأزمة. ولقد أبدينا من خلال التوقيع إلتزامنا المطلق لصالح السلم و إرادتنا الراسخة في استتباب الاستقرار في بلدنا”.
و أضاف أن التوقيع على الاتفاق جاء تتويجا للجهود الدؤوبة المبذولة لاسيما من طرف الجزائر من “أجل تمكيننا من إبرام هذا الاتفاق” .
من جهته، اعتبر ممثل تنسيقية حركات الأزواد أنه “ما من سبيل آخر سوى السلم من أجل فتح صفحة مشرقة من تاريخ مالي”.
وأوضح قائلا: “لقد لبّينا نداء التوقيع على الاتفاق وكلنا إرادة في إحلال السلم والاستقرار في بلدنا”.
من ناحيتها، أكدت كاتبة الدولة الفرنسية للتنمية والفرانكفونية انيك جيراردين غداة التوقيع على الاتفاق ببماكو على ضرورة الحفاظ على الديناميكية التي توّجت التوقيع على اتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر لضمان العودة النهائية للسلم والاستقرار في هذا البلد.
و أضافت السيدة جيراردين -عقب التوقيع على اتفاق السلم والمصالحة- أن “الجميع يقدر الطابع التاريخي لهذا الاتفاق ويتعين الحفاظ على هذه الديناميكية من خلال السير قدما من أجل العودة النهائية للسلم في هذا البلد”. وأضافت أنه لا يوجد حاليا بمالي “بديل غير السلم”، مؤكدة أن “تحالف كل الماليين هو الوحيد الذي يسمح بالخروج من الأزمة”.
وفي السياق ذاته، صرّحت نائبة مساعدة الدولة الأمريكية لشؤون غرب إفريقيا والساحل بيسا ويليام أنه ينبغي على الماليين السير نحو مستقبل “أحسن” من خلال تعميق الحوار والتشاور.
و حثت في هذا الإطار طرف تنسيقية حركات الازواد الذي لم يوقع على الاتفاق على القيام بذلك “دون تأخير” لضمان الاستقرار و الأمن في مالي وفي المنطقة.