بينما تُباد نساء غزّة

المغـرب يحتفي بســلام مزيّف ويكرّم صهيونيــات

 بينما تتواصل حرب الإبادة في غزة منذ نحو عامين، والتي أودت بحياة أكثر من 65 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، احتضنت مدينة الصويرة المغربية ما بين الجمعة والأحد الدورة الثانية من المنتدى العالمي للنساء من أجل السلام بمشاركة صهيونيات، في مبادرة أثارت انتقادات حادة من منظمات مدنية وحقوقية اعتبرت أن اللقاء “يتجاهل معاناة الفلسطينيات ويكرّس التطبيع مع الكيان الصهيوني”.
المنتدى، الذي نظّمته جمعية “محاربات من أجل السّلام” الفرنسية، قدّم نفسه كفضاء لتعزيز السلام والعدالة من خلال أصوات النساء، غير أن غياب أي إشارة إلى جرائم الحرب في غزة أو أوضاع النساء الفلسطينيات أثار غضب جمعيات مغربية، رأت في مشاركة صهيونيات في المنتدى إهانة للضمير العام المغربي.
وقد دعا “منتدى الزهراء للمرأة المغربية” إلى مقاطعة المؤتمر، واعتبره تطبيعًا ثقافيًا مموّهًا. أما “القطاع النسائي لجماعة العدل والإحسان” فاتّهم المنظمين بتبييض الاحتلال عبر خطاب نسوي مخادع، في حين حذّرت “جمعية أطاك المغرب” من استخدام شعارات السلام لإخفاء جرائم ضد الإنسانية.
في حين دعت المؤسسات الفلسطينية والمغربية مثل حملة المقاطعة الأكاديمية والثقافية للكيان الصهيوني ونظيرتها المغربية إلى مقاطعة المنتدى، قائلة إنه يُشكّل منصة للتطبيع، كما أعلن المكتب الوطني للقطاع النسائي لحزب النهج الديمقراطي العمالي عن رفضه ومقاطعته للمنتدى كونه “يخدم أجندات مشبوهة تهدف إلى طمس حقيقة الاحتلال الصهيوني وممارساته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني”.
ونفت خمس جمعيات نسائية مغربية بارزة مشاركتها في المنتدى، مؤكدة في بيان للرأي العام أن إدراج أسمائها ضمن لائحة المنظمات المشاركة “عارٍ من الصحة”، ويهدف إلى “التشويش على موقفها الثابت المناهض للتطبيع”.
وقالت الجمعيات الموقّعة على البيان، وهي الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق النساء والجمعية الديمقراطية لنساء المغرب واتحاد العمل النسائي وفدرالية رابطة حقوق النساء والتضامن النسوي، إن “اللائحة التي تم ترويجها بشأن مشاركتنا في المنتدى لا أساس لها من الصحة، بل قد تكون ممارسة مغرضة”، مؤكّدة احتفاظها بحقها في اللجوء إلى القضاء ضد من ينشر أخبارًا كاذبة أو مضللة.
هذا وتزامن المنتدى مع احتجاجات ندّدت بمنح المغرب منصة لنساء صهيونيات، في بلد لا يزال مجتمعه المدني يعبّر بقوة عن رفضه لأي شكل من أشكال التطبيع.
وقد جسّد المشاركون الإبادة الصّهيونية عبر مجسّمات لأطفال بملابس ملطّخة بالدماء، وردّدوا هتافات مناصرة للقضية الفلسطينية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19885

العدد 19885

الخميس 25 سبتمبر 2025
العدد 19884

العدد 19884

الأربعاء 24 سبتمبر 2025
العدد 19883

العدد 19883

الثلاثاء 23 سبتمبر 2025
العدد 19882

العدد 19882

الإثنين 22 سبتمبر 2025