دخلت حرب الإبادة الصهيونية على غزة مرحلة أكثر خطورة بعد توجيه رئيس الوزراء الصهيوني إنذارا صريحا لسكان المدينة بضرورة مغادرتها فورًا.
فسّر مراقبون هذا التحرك على أنه إشارة مباشرة إلى نية جيش الاحتلال تنفيذ عدوان واسع، يشمل اقتحام المدينة نفسها التي تمثل أكبر مركز حضري في القطاع الفلسطيني المحاصر.
هذا التطور جاء في ظل تصعيد أمني متزامن في الضفة الغربية، خاصة بعد عملية إطلاق النار في القدس المحتلة، ما خلق مشهدا متفجّرا على امتداد الجبهات الفلسطينية.
أوامر بالإخــلاء وسط القصـف
أصدر الجيش الصّهيوني، أمس الثلاثاء، أمرا جديدا لسكان غزة بالإخلاء والتوجه نحو جنوب القطاع، وسط تواصل العدوان العسكري على المدينة بقصف مكثف أدى لإصابة واستشهاد فلسطينيين.
وأمر المتحدّث باسم جيش الاحتلال - في بيان - سكان مدينة غزة، وخاصة الموجودين في أحياء المدينة القديمة وتفاح شرقا وحتى البحر غربا، بالإخلاء فورا عبر محور الرشيد باتجاه ما يزعم أنها “منطقة إنسانية” في المواصي في خان يونس جنوبا.
ورغم مزاعم الاحتلال بوجود منطقة “آمنة” في جنوب القطاع، إلا أن جيشه يستهدفها مرارا وتكرارا موقعا مئات الشهداء والجرحى بين النازحين الفلسطينيين، فضلا عن افتقاد المنطقة لأدنى الخدمات الأساسية لا سيما المياه الصالحة للشرب، إضافة إلى ازدحامها بمئات آلاف النازحين.
رفـض حاسـم للتّهجــير
هذا وانطلقت صباح أمس، مسيرة بمدينة غزة، شارك فيها آلاف الفلسطينيين رفضا للتهجير، وتأكيدا على التمسك بالأرض.
وتقدّم المسيرة عدد من الشيوخ والوجهاء، إضافة إلى ممثلين عن القطاع الصحي في غزة من بينهم مدير عام وزارة الصحة بغزة منير البرش.
وأطلق المتظاهرون على الفعالية اسم “مسيرة الأكفان” تأكيدا على التشبث بأرضهم في ظل تصاعد الإنذارات الصهيونية لسكان مدينة غزة بإخلاء المدينة نحو مناطق المواصي جنوب القطاع.
وأكّد المشاركون في المسيرة، رفضهم مغادرة المدينة، وإصرارهم على البقاء فيها، ورفض كل مخططات التهجير القسري التي يحاول الاحتلال فرضها تحت وطأة القصف والحصار.
حصيلة الإبـادة 64 ألفا و605 شهداء
في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أمس الثلاثاء، ارتفاع حصيلة الإبادة الصهيونية المتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023، إلى 64 ألفا و605 شهداء و163 ألفا و319 مصابا من الفلسطينيين.
جاء ذلك وفق تقريرها الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء استمرار الإبادة الصهيونية في قطاع غزة. وقالت الوزارة: “وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 83 شهيدا و223 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية”. وأوضحت أنّ “حصيلة الشهداء والإصابات منذ (استئناف الإبادة) في 18 مارس الماضي حتى اليوم بلغت 12 ألفا و59 شهيدا و51 ألفا و278 إصابة”.
ولفتت إلى أنه “لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة”.
وأكدت الوزارة أن “حصيلة العدوان ارتفعت إلى 64 ألفا و605 شهداء، و163 ألفا و319 مصابا منذ السابع من أكتوبر 2023”.
وذكرت أنّ حصيلة ضحايا منتظري المساعدات ارتفعت منذ 27 ماي الماضي إلى ألفين و444 شهيدا و17 ألفا و831 مصابا، بعد ارتقاء 14 فلسطينيا وإصابة 37 آخرين خلال الـ 24 ساعة الماضية.
6 وفيــات جـــراء التّجويـع
كما أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة وفاة 6 فلسطينيين جراء التجويع الصهيوني خلال 24 ساعة، ليرتفع الإجمالي 399، بينهم 140 طفلا، منذ بدء حرب الإبادة.
وأفادت الوزارة بأنّه منذ إعلان منظمة “المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” حدوث مجاعة في قطاع غزة في 22 أوت الماضي، سُجّلت في أوساط الفلسطينيين 121 حالة وفاة نتيجة سياسة التجويع الصهيونية، من بينهم 25 طفلا”.
