حذّر رئيس المنظّمات الأهلية الفلسطينية أمجد الشوا من تفاقم الأوضاع الصحية والغذائية في قطاع غزة، في ظل تزايد الأمراض التي انتشرت بفعل فيروسات مجهولة “لا يتمكن القطاع الطبي المنهار من فهم طبيعتها”، خاصة مع تدمير الاحتلال للبنية التحتية وغياب المساعدات الطبية.
كان المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش، قد أكّد في وقت سابق أن المنظومة الصحية فقدت القدرة على تشخيص الأمراض، وأنّ الفيروسات تهاجم الناس دون أن يعرفوا مصادرها إذا كانت متحورات كورونا أو غيرها، في ظل غياب المختبرات التي تمكن وزارة الصحة من فحص طبيعة هذه الفيروسات.
وأكّد الشوا أنّ المساعدات الطبية والغذائية القليلة التي تدخل لقطاع غزة تلبي بالكاد 10 % فقط من احتياجات المرضى والجوعى من الغزيين في القطاع، موضّحا أنّ 90 % من الغزيين لا يحصلون على المساعدات ولا يمكنهم شراؤها.
موجة إنفلونزا قاسية تضرب الأطفال
في السياق، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة، الأحد، إن “موجة فيروسية قاسية” من الإنفلونزا تعصف بالأطفال، في ظل ضعف مناعتهم نتيجة نقص الغذاء، الناجم عن سياسة التجويع الصهيونية ضمن حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ نحو عامين.جاء ذلك في مقطع فيديو نشرته الوزارة عبر منصات التواصل الاجتماعي لأحمد الفرا، مدير مستشفى التحرير للأطفال بمجمع ناصر الطبي في خان يونس، قال فيه: “تعصف بالأطفال في غزة موجة فيروسية قاسية من الإنفلونزا”.
وأضاف الفرا: “الأقسام ممتلئة بالحالات التي تعاني من التهاب القصيبات نتيجة الفيروس الموسمي، وهذه السنة لها خصوصية بسبب الازدحام الكبير داخل المستشفيات، حيث يضطر المرضى للنوم على الأرض بين الأسرة”.
وأوضح أنّ الفيروس “أكثر شدة” من الأعوام الماضية، لأن الأطفال لا يملكون “جهازا مناعيا قويا” بفعل نقص الغذاء اللازم لمكافحة الأمراض.
وطالب الفرا بتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية العاجلة، والعمل على إدخال الغذاء الضروري لرفع مناعة الأطفال، إلى جانب إنهاء الحرب وعودة النازحين، مبينا أن الاكتظاظ السكاني يفاقم من انتشار الفيروس.
من جانبه، قال المكتب الإعلامي الحكومي في بيان، إنّ الأيام الأخيرة شهدت انتشارا “واسعا وحادا” لسلالة جديدة من الإنفلونزا، لاسيما بين النازحين في مراكز الإيواء والمرضى والأطفال، محذّرا من أنّ الوضع يشكّل “تهديدا مباشرا لحياة الفئات الأكثر ضعفا”.