متوقفا عند الأزمات التي تعصف بمختلف القطاعات في المغرب واتساع دائرة الفقر والتدني المعيشي الذي بات يهدد بانفجار المملكة، أورد الكاتب والمحلل السياسي المغربي، رضا عدام، في مقالة نشرها مؤخرا، أنّه في زمن السقوط الذي لا تنفع فيه الأقنعة ولا تجدي الشعارات، لم يعد المغرب وطنًا يسير نحو “النموذج التنموي الجديد” كما ادعوا، بل تحوّل إلى جثة تجرّها نُخب فاقدة للحس، فاقدة للحياء، فاقدة لمعنى الوطن.
الكاتب وجّه سهامه لرئيس حكومة المخزن قائلا :«عزيز أخنوش، الذي طُبل له كـ«رجل المرحلة”، لم يكن سوى رأس جبل الجليد، واجهة بلا جوهر وظلٌّ مائع لحكم بلا مسؤولية ومشروعٌ زائف لإعادة تدوير الخراب. لكنه لم يهبط من السماء، بل صعد فوق أكتاف دولة اختارت عمًى إراديًا، وأحزابا باعت ذممها في سوق الولاء”.
ويضيف “مرحلة أخنوش ليست سقوط حكومة، إنها سقوط منظومة. دولة تفكك نفسها بيديها، ثم تتساءل: من أين جاء الطوفان؟”.
الأرقــــــام لا تكـــــذب ولا تُجامــــــــل
وبلغة الأرقام، فضح الكاتب رضا عدام التقارير الكاذبة التي تنشرها حكومة أخنوش قائلا :«في الوقت التي تبشّر فيه الحكومة بالنجاة الاقتصادية فإن البلاد تُدفع نحو الهاوية”.
وأوضح أن الحكومة وعدت بفرص عمل كثيرة والنتيجة، أكثر من 350 ألف عقد هش، مؤقت، دون حماية، دون أثر، بلا أفق.
كما وعدت بنمو اقتصادي بـ4٪، فأتت النتيجة 2.9٪ في 2024، تحت معدل التضخم الذي بلغ 6.3٪، ما يعني أن جيوب المغاربة تُفرَغ يومًا بعد يوم، وأن الطبقة المتوسطة أصبحت ذكرى.
والصادرات إلى إفريقيا تراجعت بنسبة 18٪ والواردات ارتفعت بنسبة 23٪ والميزان التجاري يترنح. وتساءل أي تموقع قاري هذا بل أي عبث استراتيجي هذا؟
وأشار الكاتب إلى مخطط المغرب الأخضر، الذي أُنفق عليه مليارات الدراهم لكنه فشل في تأمين كسرة خبز، وجرّ على البلد كوارث بيئية ومجاعات مائية، ليُمنح في النهاية للنافذين وأصدقاء الملك.
أما الاستثمار الأجنبي فاعتبره مجرّد عقارات وطاقة تُدر المال على نخبة صغيرة، بينما الاستثمارات الإنتاجية فرت كمن يهرب من الطاعون.
والتعليم، تحوّل إلى مصنع للتجهيل الممنهج. البحث العلمي يُمنح أقل من 0.7٪ من الناتج المحلي، كأننا نُعِدّ لجيل بلا عقل.
بينما يتعرض قطاع الصحة لمذبحة يومية، فأكثر من 32 ألف طبيب مفقود من المنظومة وآلاف القرى دون طبيب واحد، والمرضى يموتون على أبواب المستشفيات، بينما تُصرف الملايير على المهرجانات.
ويختتم الكاتب رضا عدام بالقول هذه ليست حكومة، بل ورشة كبرى لتزييف الوعي. أرقام تُجمَّل، واقع يُغتال، وشعب يُسلَب في وضح النهار.