اتّهمت منظمة العفو الدولية، “أمنيستي”، في تقرير أصدرته، أمس، الكيان الصهيوني باتّباع سياسة تجويع متعمّدة في غزّة، وذلك بناء على شهادات نازحين فلسطينيين وأفراد الطواقم الطبية الذين يعالجون أطفالاً يعانون سوء التغذية في القطاع.
تحذر الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية من أن القطاع الفلسطيني بات على شفير مجاعة وشيكة. وأوردت منظمة العفو بعد إجراء مقابلات مع 19 نازحاً فلسطينياً، وعنصرين من الطواقم الطبية التي تعالج أطفالاً يعانون من سوء التغذية، أن “الكيان الصهيوني ينفّذ حملة تجويع متعمّدة في قطاع غزّة المحتل، إذ يدمّر بشكل ممنهج الصحة، والسلامة، والنسيج الاجتماعي لحياة الفلسطينيين”.
ورأت المنظمة أن الشهادات التي جمعتها تؤكد أن “التزامن القاتل للجوع والمرض ليس نتيجة مؤسفة للعمليات العسكرية الصهيونية في غزّة، بل إنها النتيجة المتعمدة لخطط وسياسات صمّمها الاحتلال ونفذها خلال الأشهر 22 الأخيرة، ليفرض عمداً على فلسطينيي غزّة ظروفاً معيشية محسوبة، بحيث تؤدي إلى تدميرهم الجسدي، وهو جزء من الإبادة الجماعية الجارية التي تنفذ بحق الفلسطينيين في غزّة”.
وكانت منظمة العفو اتهمت الكيان الصهيوني، في أفريل الماضي، بارتكاب “إبادة جماعية على الهواء مباشرة” في غزّة. واعتبرت وزارة الخارجية الصهيونية آنذاك هذه الاتهامات “كاذبة وعارية عن الأساس”. وفي 12 أوت الحالي، نفت هيئة تنسيق أعمال الحكومة الصهيونية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) التابعة لوزارة الأمن، والمشرفة على الشؤون المدنية، وجود مؤشرات عن سوء تغذية واسع النطاق في قطاع غزّة، متهمة حركة حماس بالترويج لـ«سردية المجاعة”.
نصف مليـون على شفــا المجاعـة
وفي السياق، أكد “برنامج الأغذية العالمي” التابع للأمم المتحدة، أمس، أن نصف مليون فلسطيني في قطاع غزّة على شفا المجاعة، داعياً لوقف إطلاق النار لتوسيع نطاق المساعدات في القطاع المحاصر.
وأوضح البرنامج أن المساعدات التي يوصلها إلى غزّة لا تزال أقل بكثير من الاحتياجات، مشيراً إلى أنها تمثل 47 في المائة فقط من هدف البرنامج اليومي. كما أكد أنه لا يمكن استئناف عمليات التوزيع، وتوفير الوجبات الساخنة وتشغيل المخابز التي يدعمها البرنامج دون زيادة المساعدات.
وشدد على أن وقف إطلاق النار يبقى السبيل الوحيد لتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية، وضمان وصول الإمدادات الغذائية للسكان المحتاجين. وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أن أكثر من مليون امرأة وفتاة في قطاع غزّة يواجهن خطر مجاعة جماعية نتيجة الحصار الصهيوني المفروض والحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023.