يواجه القطاع الصحي في غزّة انهيارا كبيرا جراء الإبادة الصهيونية التي عطلت قدرته على إنقاذ الأرواح مع إغلاق مستشفيات وتقليص خدمات أُخرى واستهداف سيارات الإسعاف ونفاد الأدوية الأساسية، ما ترك مئات الآلاف من المرضى والمصابين أمام خطر العزلة والموت.
منذ بدء الإبادة الجماعية قبل 22 شهرا، تعمد الجيش الصهيوني استهداف القطاع الصحي ومكوناته بالقصف والحصار والتضييق ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية واستهداف الكوادر الطبية بالإعدام والاعتقال.
وفي أروقة المستشفيات القليلة التي ما زالت تعمل، تعجّ الأسرة بالمصابين، فيما يرقد أعداد من المرضى على الأرض في الممرات الضيقة، وأما الأطباء فيعملون منهكين جائعين وتحت ضغط يفوق طاقتهم، بلا أجهزة كافية وبلا أدوية منقذة للحياة.
سيارات الإسعاف التي نجت من القصف تتحرك بين الأنقاض لنقل الجرحى، لكنها كثيرًا ما تعود محملة بجثث لم يتح لها الوصول إلى العلاج في الوقت المناسب، وسط ضجيج المولدات التي تحاول الإبقاء على ما تبقى من أقسام العناية المركزة قيد التشغيل.
أرقام صادمــــة تجســـد حجـم الإبـــادة
مدير عام وزارة الصحة بغزّة، منير البرش، كشف عن أرقام صادمة تجسد حجم الإبادة الصحية التي يتعرض لها الفلسطينيون في القطاع، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية وحتى الاثنين.
وأعلن في منشور على منصة “فيس بوك”، الاثنين، أن ما يجري يتجاوز كونه أزمة إنسانية، وأنه يشكل جريمة مكتملة الأركان ضد الحق في الحياة، وسط مجاعة وأمراض تهدد حياة مئات الآلاف، وانهيار شبه كامل للمنظومة الصحية.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، أبادت القوات الصهيونية 61 ألف و499 فلسطينيا من بينهم 18 ألفا و430 طفلاً و9 آلاف و300 سيدة بينهن 8 آلاف و505 من الأمهات.
إلى جانب ذلك، فقد أبادت قوات الاحتلال ألفين و613 عائلة بالكامل، فيما فقدت أكثر من 5 آلاف و943 عائلة أكثر من فرد، وفق البرش.
وأشار إلى أن الإبادة خلفت 153 ألف و575 جريحا، بينهم 18 ألفا بحاجة لتأهيل عاجل. إضافة إلى 4800 حالة بتر أطراف، بينهم 718 طفلا.
القطـاع الصحي يئــنّ
وأظهرت البيانات، التي نشرها البرش، مقتل ألف و590 من الكوادر الصحية، بينهم 157 طبيبا، فيما استهدفت قوات الاحتلال منذ بدء الإبادة 183 سيارة إسعاف.
وأوضح أن معدل إشغال المستشفيات وصل إلى 200 بالمائة، فيما لا يعمل سوى 15 مستشفى من أصل 38 في قطاع غزّة، بينها 4 مستشفيات مركزية فقط.
وذكر أن 67 مركز رعاية أولية يعمل فقط من أصل 157، أما غرف العمليات، فلم يتبق سوى 40 من أصل 110.
وإلى جانب العجز الدوائي، فإن القطاع الصحي بغزّة يواجه نقصا مستمرا في الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات.
المجاعــة والأمــراض
وسُجلت 28 ألف حالة سوء تغذية منذ بداية العام 2025، فيما قتل ألف و750 فلسطينيا من منتظري المساعدات منذ 27 ماي الماضي، وفق البيانات المنشورة.
وأوضح أن 101 طفل توفوا منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الاثنين، جراء الإصابة بسوء التغذية الناجمة عن التجويع الصهيوني؛ فيما أعلنت وزارة الصحة، أمس الثلاثاء، ارتفاع حصيلة الوفيات الأطفال جراء المجاعة إلى 103.
وأشار البرش إلى وجود 500 رضيع في المستشفيات بسبب سوء التغذية، فيما بلغت حالات الإجهاض بسبب الجوع نحو 3 آلاف و120 حالة، وفق البيانات المنشورة.
وذكر أن 300 ألف مريض مزمن مهددون بسبب نقص الدواء، لافتا إلى وفاة 6 آلاف و758 حالة من بينهم.
وبيّن أن 41 بالمائة من مرضى الكلى يموتون بسبب نقص العلاج، و52 بالمائة جراء فقدان أدوية الأمراض المزمنة.
وقال إن ألف مريض قلب توفوا للسبب ذاته، فيما يقف 16 ألف مريض على قائمة انتظار للعلاج بالخارج، فيما توفي منهم 633 شخصا قبل حصولهم على الموافقة.