أبرزت الصحافة الإسبانية محاولات خطيرة للهجرة نحو سبتة بالجيب الإسباني لعشرات المغاربة من مختلف الأعمار بينهم قاصرون وأسر كاملة، تعكس مأساة اجتماعية عميقة على الضفة الجنوبية للمتوسط.
أوردت صحيفة “إل باييس” أن ليلة الأحد كانت من أكثر الليالي ضغطا على قوات الإنقاذ الإسبانية، إذ حاول نحو 100 مهاجر العبور سباحة، وتمكن العديد منهم من الوصول إلى سبتة، بينما تم انتشال آخرين من البحر، مشيرة إلى أن الظاهرة لم تعد حادثا معزولا، بل صارت جزءا من المشهد اليومي للمدينة، في ظل صمت رسمي مغربي يرقى إلى حد التواطؤ.
وفي السياق نفسه، كشف موقع “هوفينغتون بوست إسبانيا” عن اتساع ما يسمى بظاهرة “السباحين”، حيث مئات المهاجرين، بينهم أطفال ونساء، يخططون للعبور ليلا بالتنسيق عبر مجموعات على شبكات التواصل الاجتماعي، مستغلين سوء الأحوال الجوية والضباب، معتبرة أن استمرار هذه الظاهرة، على مرأى من السلطات المغربية، “يشكل إدانة صريحة لفشلها في توفير بدائل قانونية وآمنة للهجرة، وتركها مواطنيها ليختاروا بين الفقر أو الغرق”.
من جهتها، أفادت مصادر بأن شهر جويلية المنصرم شهد موجات متواصلة من المهاجرين المغاربة، حيث وثق في يوم واحد وصول 54 قاصرا مغربيا غير مرفوقين إلى سبتة عبر السباحة في ظروف بحرية صعبة وضباب كثيف، وهو رقم صادم يعكس يأس هؤلاء الأطفال واستعدادهم للمخاطرة بحياتهم بحثا عن أفق إنساني لم يجدوه في وطنهم بسبب الفقر والتهميش وفشل سياسات السلطات في توفير أبسط مقومات الحياة الكريمة لمواطنيها.