بينما يقتل الاحتلال الصّهيوني الناس جوعا، لا يهدأ عن قتلهم بالقصف الوحشي المتواصل على الأحياء والمناطق المأهولة، وبالرصاص الذي يلاحق المجوعين أمام مراكز توزيع الغذاء الملحقة بمواقع عسكرية للاحتلال في القطاع.
ارتكب جيش الاحتلال صباح، أمس السبت، مجزرة جديدة قرب مركزي توزيع مساعدات في خان يونس ورفح جنوبي القطاع، أدت إلى استشهاد العشرات. وبلغت حصيلة الشهداء المرشّحة لمزيد من الارتفاع 50 شهيدا فلسطينيا بينهم 32 من المجوّعين وأصيب العشرات.
ووفق ما أفادت به مصادر طبية وشهود عيان، استهدفت هجمات الجيش الصّهيوني خياما تؤوي نازحين، وشقة سكنية، وتجمّعات لمدنيّين كانوا ينتظرون الحصول على “المساعدات” غربي مدينة رفح جنوبي القطاع.
وفي أحدث المستجدات، ارتقى 3 فلسطينيّين برصاص صهيوني استهدفهم بينما كانوا ينتظرون دورهم للحصول على المساعدات غربي مدينة رفح، ليرتفع إجمالي الشهداء جراء هذه المجزرة إلى 32. كما ارتقى فلسطينيّان في قصف صهيوني استهدف تجمّعا لمدنيّين في جباليا البلد بمحافظة شمال قطاع غزة. وفي مدينة خان يونس، استشهد فلسطينيّان في قصف للإحلال استهدف خياما تؤوي نازحين غربي المدينة.
أما في شمال القطاع، فقد استشهد 7 فلسطينيّين وأصيب 17 آخرون في قصف صهيوني استهدف خيام نازحين قرب مدرسة التابعين شرقي مدينة غزة. كما أصيب عدد من الفلسطينيّين في قصف استهدف شقة سكنية في محيط مجمّع الشفاء الطبي عربي مدينة غزة.
في الأثناء، أعلن الجيش الصّهيوني، أمس السبت، شنّ 90 غارة جوية على أنحاء قطاع غزة خلال الساعات 24 الماضية، بينما تواصل فرقه هجماتها البرية داخل القطاع.
يأتي تصعيد الجيش هجماته في قطاع غزّة بالتزامن مع تقارير إعلامية تتحدّث عن “تقدم” في مفاوضات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى الجارية في العاصمة القطرية الدوحة.
وزعم الجيش الصّهيوني أنّ الأهداف “شملت مجمّعات عسكرية، ومباني تابعة لمقاومين، وبنى تحتية تحت الأرض وبنى تحتية أخرى”. لكن المعطيات الميدانية بغزة والتي تؤكّدها مصادر طبية وشهود عيان، تفيد بأنّ أهداف الجيش الصّهيوني تتركز على خيام النازحين ومنازل المدنيّين ومراكز الإيواء، فيما يشكّل الأطفال والنساء معظم الضحايا.
المقاومة جاهزة لمعركة استنزاف طويلة
في الأثناء، قال أبو عبيدة متحدّث كتائب القسام الذراع العسكري لحركة “حماس”، الجمعة، إنّ الفصائل الفلسطينية جاهزة لخوض معركة استنزاف طويلة ضد الاحتلال. وتابع أبو عبيدة: “أوقعنا خلال هذه الأشهر المئات من عساكر العدوّ بين قتيل وجريح، إلى جانب آلاف المصابين بأمراض نفسية وصدمات، في وقت تتزايد فيه أعداد العسكريين المنتحرين بسبب فظاعة ما يرتكبونه من أفعال دموية، وهول ما يواجهونه من المقاومة”. وأردف: “بعد مرور 21 شهرا على معركة طوفان الأقصى والحرب الصّهيونية على شعبنا، نؤكّد أن مقاتلينا وإخوانهم في فصائل المقاومة، في جهوزية تامة لمواصلة معركة استنزاف طويلة ضد الاحتلال، مهما كانت أشكال عدوانه”.