طردت سلطات الاحتلال المغربي صحفيّين وناشط حقوقي إسبان كانوا في مهمّة للاطّلاع على الأوضاع في الصحراء الغربية.
أوقفت سلطات الاحتلال المغربي النشطاء الثلاثة الإسبان وهم الصحفية ليونور سواريز، وأوسكار أليندي، مدير منصة “إل فاراديو” الرقمية، والناشط الحقوقي راؤول كوندي، عضو منظمة “كانتابريا من أجل الصحراء” عند نقطة تفتيش للشرطة في العيون المحتلة، حسبما أفادت به مصادر صحراوية وإسبانية.
وحسب ذات المصادر، فإن السلطات المغربية طردت هؤلاء الأشخاص دون تقديم أي مبرر رسمي، وأجبرتهم بعد ذلك على مغادرة المنطقة بسيارتهم رفقة أربع سيارات تابعة للشرطة السرية المغربية إلى مدينة أغادير (المغرب).
من جهته، أكّد موقع “ال أنديبندينتي اكويب ميديا” الإسباني، وهي منصة تحاول كسر التعتيم الإعلامي في الصحراء الغربية، أنه “تم اعتراض الإسبان الثلاثة واحتجازهم عند نقطة تفتيش في مدينة العيون المحتلة”، مشيرا إلى أنهم “توجهوا إلى المدينة الصحراوية المحتلة قادمين إليها من أغادير المغربية، للوقوف على أوضاع الشعب الصحراوي، وكانوا يعملون في هذا الإطار بالتنسيق مع إعلاميين من “ايكيب ميديا”“ الصحراوية.
ووصف الصحفيان والناشط الحقوقي المطرودون هذا الإجراء بأنه “عمل غير قانوني يدل على استمرار القمع المغربي لحرية الصحافة والمدافعين عن حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة”. وقالوا إنّ “اعتقالهم وطردهم يندرجان في إطار المضايقات المتكررة التي تطال ليس فقط الصحراويين المدافعين عن حقوقهم، بل وأيضًا المتضامنين معهم من الخارج”، مؤكدين أن ما جرى يعكس “فشل المغرب في احترام أبسط مبادئ حقوق الإنسان وحرية التعبير”. تجدر الإشارة إلى أنّ السلطات المغربية قامت خلال السنوات الأخيرة بطرد أزيد من 330 مراقبا وناشطا أجنبيا من الصحراء الغربية، معظمهم كانوا في مهمات تتعلق بمراقبة الأوضاع الحقوقية بالجزء المحتل من الصحراء الغربية.
التّضليل الإعلامي لتعطيل تقرير المصير
من ناحية ثانية، أكّدت المنظمة الحقوقية الرائدة في المملكة المتحدة “عدالة” أن المغرب يستثمر في التضليل الإعلامي لتعطيل أي مسار حقيقي نحو تقرير مصير الشعب الصحراوي، مطالبة بتعزيز الرقابة الأممية على وضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة.
وفي تقرير جديد يكرّس التزامها بالدفاع عن الشعوب المضطهدة، حذرت هذه المنظمة المعروفة بدقة توثيقها واستقلاليتها من التوظيف السياسي، وسائل الإعلام البريطانية “من ترويج سردية مغلوطة تخدم مصالح قوة احتلال لطالما ارتكبت انتهاكات ممنهجة ضد المدنيين الصحراويين، بما في ذلك الاعتقال التعسفي والتعذيب والإخفاء القسري”.
وشدّدت على أن جبهة البوليساريو هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي بموجب قرارات الأمم المتحدة، ووصفت محاولات ربطها زورا وبهتانا بالإرهاب بأنها لا تختلف عن حملات التشويه التي طالت قادة حركات تحرر كبرى على مر التاريخ، وعلى رأسهم الزعيم الراحل نيلسون مانديلا.
المنظمة أكدت أن المغرب، الذي يحتل الصحراء الغربية بالقوة منذ عام 1975، يستثمر في التضليل الإعلامي لتعطيل أي مسار حقيقي نحو تقرير المصير، مستغلا علاقاته السياسية والاقتصادية لشراء صمت بعض الأطراف الدولية عن ممارساته القمعية في الإقليم المحتل.
في الختام، أكّدت المنظّمة أنّها ستواصل فضح الجرائم وكشف التضليل والانتصار لقضية عادلة مهما طال الزمن أو اشتدت حملات التشويه.