بينما أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أنّ بلاده تسعى إلى تعزيز الوحدة والسلام في المنطقة، وتعتبرهما أساسا لتسريع التنمية، وافق مجلس الشورى الإيراني (البرلمان)، أمس الأربعاء، على مشروع قانون ينص على تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال رئيس المجلس محمد باقر قاليباف، إنّ منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تعلّق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، “حتى يتم ضمان الأمن الكامل لمنشآت إيران النووية”. وفي تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي، أشار قاليباف إلى أنّ الأنشطة النووية السلمية لبلاده ستتقدم بوتيرة أسرع. وكان قاليباف قد قال في 23 جوان الجاري، إنّ بلاده تعمل على إقرار مشروع قانون في البرلمان يقضي بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى الحصول على ضمانات ملموسة لموقف مهني. ويتطلب مشروع القانون موافقة مجلس صيانة الدستور الإيراني ليدخل حيّز التنفيذ.
اتهامــات باطلـة
وقال عضو هيئة رئاسة البرلمان الإيراني، علي رضا سليمي بالخصوص، إنه وفقاً لمشروع قانون تعليق التعاون، “لا يحقّ لمفتشي الوكالة دخول البلاد من أجل التفتيش، ما لم يتم ضمان أمن المنشآت النووية والأنشطة النووية السلمية للجمهورية الإسلامية، وهذا الأمر مشروط أيضاً بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي”.
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، قد قال في مقابلة خاصة مع الصحافة، الثلاثاء، إنّ “الاعتداء الذي استهدف منشآتنا النووية ستكون له بالقطع آثار جسيمة وعميقة في مسار إيران خلال الفترة القادمة، وهذا أمر لا مفر منه”. وأضاف عراقجي: “لقد سعينا لسنوات طويلة لنبرهن للعالم أننا ملتزمون بمعاهدة عدم الانتشار النووي ونرغب في العمل ضمن إطارها، لكن للأسف، هذه المعاهدة لم تستطع أن توفّر الحماية لنا أو لبرنامجنا النووي. هذه نقطة يجب أخذها بعين الاعتبار”.
تقارير “الذرية” لم تكن نزيهة
وأكّد وزير خارجية إيران أنّ “التقارير التي أعدتها الوكالة ساهمت بصورة كبيرة في الوصول إلى الوضع الراهن، ونحن غير راضين عن أسلوب تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ونعتقد أنّ هناك دوافع سياسية تقف وراءها. هذه أيضاً نقطة مؤثرة”. وشدّد على أنّ “مسألة كيفية حماية منشآتنا النووية في المستقبل يجب أن توضع في الاعتبار”، متسائلاً: “لماذا لم تسفر عشرون عاماً من الشفافية وبناء الثقة عن نتائج إيجابية؟”، مضيفاً: “نظرتنا للبرنامج النووي ولنظام عدم الإنتشار ستشهد تغييرات، لكن لا يمكنني الآن الحكم على اتجاه تلك التغييرات”.
محادثــات واعدة
من ناحية ثانية، رأى مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أنّ المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران واعدة، وأنّ واشنطن تأمل في التوصّل إلى اتفاق سلام طويل الأمد. وقال ويتكوف “إننا نتحدث بالفعل بعضنا إلى بعض، ليس فقط بشكل مباشر، ولكن أيضاً عبر وسطاء. أعتقد أنّ المحادثات واعدة. ونأمل في أن نتمكّن من التوصّل إلى اتفاق سلام طويل الأمد ينهض بإيران”.
جنازة للعلماء والقادة المغتالين
هذا، وحدّدت إيران، يوم السبت القادم، لإقامة جنازة رسمية لكبار القادة العسكريّين والعلماء الذين استشهدوا في الحرب التي استمرت 12 يوما مع الكيان الصّهيوني، كذلك ستُقام، اليوم الخميس، مراسم جنازة في وسط البلاد لحسين سلامي، قائد الحرس الثوري الذي استشهد في اليوم الأول من الحرب.
وأودت الحرب بحياة 610 أشخاص على الأقلّ وأسفرت عن إصابة أكثر من 4700 شخص في إيران، بحسب حصيلة رسمية لوزارة الصحة تشمل فقط الضحايا المدنيّين. وفي الكيان الصّهيوني، قضى 28 شخصا حتفهم من جرّاء الحرب، بحسب السلطات.
اعتقال مئات العملاء
وعلى صعيد آخر، كشفت تقارير صحفية إيرانية أنّ طهران اعتقلت العديد من المتعاملين مع الكيان الصّهيوني، خلال فترة الحرب، وأعدمت 3 بتهمة التخابر لصالح جهاز الإستخبارات الصّهيوني (الموساد).
وحسب وصف وكالة أنباء “مهر” الإيرانية، فإنّ طهران اعتقلت 700 “مرتزق صهيوني”، ومن بين التّهم المنسوبة إلى المعتقلين، توجيه ومراقبة طائرات صغيرة وطائرات مسيّرة انتحارية، وتصنيع قنابل محلية، وتصوير مراكز عسكرية حساسة، وإرسال معلومات للجيش الصّهيوني. وفي السياق ذاته، ذكّرت الأنباء أنه جرى، أمس الأربعاء، إعدام 3 أشخاص بعد إدانتهم بالتخابر لصالح “الموساد”، وتهريب معدات تستخدم في الاغتيالات.