العدوان على إيران يدخل أسبوعه الثاني والدبلوماسية تتحرّك

صواريخ ومسيّرات إيرانية تدكّ مواقع صهيونية إستراتيجية

طهـران ترفـض التفــاوض تحت النــار وتؤكــّد أنّ تجهيزاتهـا القتاليـة تكـفي لسنــوات

  دخل العدوان الصّهيوني على إيران أسبوعه الثاني، ولا تتجلّى في الأفق القريب على الأقل بوادر للتهدئة بل على العكس تماما، حيث تشتدّ المواجهة وتتصاعد وتيرة الضربات المتبادلة، في وقت يبدو فيه أنّ لغة النار لا تترك أي مجال للحوار.

تواصل إيران الردّ على العدوان الصّهيوني ضمن عملية “الوعد الصادق 3”، مستهدفةً بالصواريخ الباليستية والمسيّرات مواقع عسكرية واستراتيجية للاحتلال على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي هذا السياق، استهدفت إيران منطقة بئر السبع جنوبي الكيان الصّهيوني بصاروخ تسبّب في عشرات الإصابات وأضرار جسيمة في المباني. واعترف جيش الاحتلال بأنّ إيران “استخدمت صاروخا متعدّد الرؤوس الحربية، ما يشكّل تحديا جديدا لدفاعاتنا”.
ووفق منصة إعلامية صهيونية، “أطلق صاروخ واحد فقط من إيران”، وقد سقط بالقرب من مبنى شركة “مايكروسوفت”، وأدى إلى اندلاع حرائق في المكان، بعد أن فشلت الدفاعات الجوية الصّهيونية في اعتراضه. ويُذكر أنّ أهم المواقع العسكرية الصّهيونية التي تقع بالقرب من فرع “مايكروسوفت” في بئر السبع المحتلة هي: وحدة الاتصالات الحاسوبيّة، ومدينة الاتصالات والاستخبارات التابعة للجيش الصّهيوني، وفروع لشركات مثل “رافائيل” للصناعات العسكرية الجوية، و«ألبِت سيستمز” للبحث وتطوير وإنتاج الصناعات العسكرية. وتسبب الصاروخ الإيراني بوقوع أضرار في منازل المستوطنين واحتراق سيارات عدة، وأعلنت شركة القطارات الصّهيونية إغلاق محطة بئر السبع بسبب تعرّضها لأضرار.
وفي طهران، أعلنت وكالة “إرنا” الإيرانية، تدمير مبنى “غاف يام 4” الإستخباراتي بمدينة بئر السبع جنوب الكيان، إثر استهدافه صباح أمس بصاروخ باليستي. وأفادت الوكالة الرسمية بأنّ الصاروخ دمّر مبنى “غاف يام 4”، وهو منشأة رئيسية داخل مجمع “سايبر سبارك”، وهي منطقة عالية التقنية تضم البنية التحتية السيبرانية والاستخباراتية الصّهيونية. ووفقًا للوكالة، كان “غاف يام 4” متورطًا في تدريب أفراد الاستخبارات على عمليات الطائرات بدون طيار وأنشطة التجسّس، التي تُشرف عليها وحدات الأمن الصّهيونية وكبار المسؤولين العسكريين.
وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام إيرانية أنّ طهران شنت هجومًا صاروخيًا جديدًا على جنوب الكيان الصّهيوني، واستهدفت قاعدة “نيفاتيم” الجوية في صحراء النقب.

ضرب مستشفى واغتيال عالم نووي

 من جانبه، قال جيش الاحتلال الصّهيوني، أمس الجمعة، إنه نفذ ضربات على عشرات الأهداف العسكرية في إيران خلال الليل، منها هجوم على منظمة الإبتكار والبحوث الدفاعية التي قال إنها تشارك في تطوير أسلحة نووية.
وقالت وسائل إعلام صهيونية إنّ تقارير أولية تشير إلى مقتل عالم نووي في غارة على طهران أمس. وقال متحدث باسم وزارة الصحة الإيراني، إنّ مستشفى في طهران تعرّض لهجوم صاروخي صهيوني في وقت مبكّر الجمعة. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أنّ مصنعا في شمال إيران تضّرر جراء هجوم، وذلك بعد ساعات من إصدار الكيان تحذيرا للسكان بالابتعاد عن المناطق المجاورة.

مسـاع دبلوماسيــة

 هذا، ويأتي التصعيد الميداني وسط مساع دبلوماسية لوقف الحرب والعودة إلى مسار المفاوضات.
وفي السياق، اجتمع وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى جانب مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، أمس الجمعة، في جنيف، مع وزير الخارجية الإيراني لمحاولة تهدئة الصراع. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي قبل اجتماعهم المشترك مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي: “حان الوقت الآن لوضع حدّ للمشاهد الخطيرة في الشرق الأوسط ومنع التصعيد الإقليمي الذي لن يعود بالنفع على أحد”.

لا حوار تحت النار

من جهته، جدّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، رفض بلاده التفاوض بشأن برنامجها النووي قبل توقف العدوان الصّهيوني عليها، قائلا إنّ المفاوضات “غير واردة” الآن.
وقال في حديث للتلفزيون الرسمي الإيراني: “بينما تستمر هجمات النظام الصّهيوني، تطلب الولايات المتحدة التفاوض، وقد أرسلت رسائل عدة مرات. المفاوضات غير واردة ما لم تتوقف الهجمات”.
وشدّد على أنه لم يُجرَ أي اتصال أو لقاء مع الولايات المتحدة، وأنّ إدارة واشنطن طلبت التفاوض، لكن إيران لم تقبل ذلك. وأكّد أنّ بلاده لم تعقد أي اجتماعات مع أي جهة بشأن قضية الصّواريخ الإيرانية، مردفا: “بدأ المطلب بإنهاء الحرب الآن، وسيزداد أكثر فأكثر من الآن فصاعدا”.
من ناحية ثانية، أعلنت طهران أن تجهيزاتها القتالية تكفي لعدة سنوات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19801

العدد 19801

الخميس 19 جوان 2025
العدد 19800

العدد 19800

الأربعاء 18 جوان 2025
العدد 19799

العدد 19799

الثلاثاء 17 جوان 2025
العدد 19798

العدد 19798

الإثنين 16 جوان 2025