إخـلاءات واسعـة بخانيـونس وعودة تدريجية للاتصالات
ارتفعت حصيلة ضحايا القصف الصهيوني المتواصل على قطاع غزة إلى 79 شهيدا فلسطينيا بينهم نساء وأطفال بحسب مصادر طبية. ويأتي ذلك في ظل استمرار المجازر الصهيونية على المجوّعين في القطاع بالقصف البري والبحري والجوي، وعادت خدمات الإنترنت إلى قطاع غزة بعد انقطاع استمر ثلاثة أيام، في وقت ما زالت تواصل فيه قوات الاحتلال قصف أنحاء واسعة في القطاع مخلفةً شهداء وجرحى، وسط أوضاع إنسانية صعبة يعيشها السكان مع شح المواد الأساسية بما في ذلك الغذاء والدواء، وتبدد الآمال بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
أصدر الاحتلال الصهيوني أوامر إخلاء لخانيونس ومناطق بني سهيلا وعبسان الكبيرة والجديدة تمهيدا لمهاجمتها. ومن جهة أخرى، أعلن الاحتلال الصهيوني مقتل أحد جنوده خلال معارك جنوبي قطاع غزة، وذلك بعد إعلان حركة حماس، تنفيذ كمين مركب في خانيونس جنوبي قطاع غزة.ودخلت حرب الإبادة على غزة يومها 91 منذ استئناف الحرب الصهيونية عليها، وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية نقلا عن مصادر طبية، باستشهاد 3 فلسطينيين من منتظري المساعدات قرب محو نتساريم وسط القطاع. كما أصيب آخرون جراء إطلاق قوات الاحتلال النار عليهم أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات في مدينة خان يونس جنوبا.وقد بلغ إجمالي عدد الشهداء منذ بدء العمل بآلية نقاط توزيع المساعدات الصهيونية منذ ماي الماضي إلى أكثر من 100 شهيد، وعشرات المصابين. وواصلت قوات الاحتلال الصهيوني اقتحام بلدة رمانة غرب جنين، واتخاذ منازل فيها ثكنات عسكرية، لليوم الثاني على التوالي.وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال أجبرت 13 عائلة على مغادرة منازلها في البلدة، بعد مداهمتها وتخريب محتوياتها، وأبلغتهم بعدم العودة إليها خلال الفترة الحالية، ثم حولتها إلى ثكنات عسكرية، وهددت سكان المنازل المجاورة باستخدام أجهزة الليزر والطائرات المُسيرة، ومنعتهم من الخروج، كما أغلقت الطرق المؤدية إليها.وإلى جانب ذلك، أعلنت بلدية خانيونس التوقف عن الخدمات الأساسية، خاصة في قطاعات المياه والصرف الصحي، من جراء منع الاحتلال إدخال الوقود إلى الجهات والمؤسسات الأممية العاملة في قطاع غزة. وقالت إن “التوقف سيتسبب في انتشار الكوارث البيئية والصحية الناجمة عن توقف المحطات وما سينتج عنه من تدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع وانتشار المزيد من الأمراض والأوبئة بين المواطنين”. ومن جهة أخرى، قال الناطق باسم اليونيسيف جيمس إلدر إن العائلات الفلسطينية في قطاع غزة تعاني الأمرّين لتأمين وجبة يومية واحدة لأطفالها.وأضاف إلدر أن الوضع يزداد سوءا يوما بعد آخر في ظل الحصار والهجمات الصهيونية المستمرة، واصفا الحالة الإنسانية في القطاع بأنها “قاتمة ومروعة ومحطمة للآمال”. ولفت إلى أن تقدير أعداد الأطفال الذين يموتون جوعا يوميا أو أسبوعيا أمر بالغ الصعوبة في مثل هذه الظروف، وشدّد على أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يموتون “لأسباب بسيطة كان يمكن علاجها بسهولة”.وأوضح إلدر أن “سوء التغذية الحاد يزيد احتمال وفاة الطفل بسبب أمور بسيطة بمقدار 10 مرات”. وانتقد المتحدث النظام الجديد لتوزيع المساعدات الذي يتم فرضه حاليا في جنوب غزة من قبل “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.ويتعرض مرضى الكلى في قطاع غزة منذ أكثر من 20 شهراً إلى أشكال مختلفة من المعاناة، تشمل نقص جلسات غسل الكلى، ونفاد الأدوية، وانعدام الرعاية الصحية، بالتزامن مع تفشي الجوع، وصعوبة التنقل الذي يضطر معظمهم لقطع مسافات طويلة مشياً على الأقدام للوصول إلى المراكز الصحية العاملة التي تعاني من ضغط كبير ناتج عن تلف معدات غسيل الكلى أو تدميرها مع عدم كفاية المعدات المتاحة لأعداد المرضى.وتشهد مستشفيات قطاع غزة صعوبة في تقديم الخدمات العلاجية الكاملة للجرحى والمصابين والمرضى، نتيجة النقص في المعدات والأدوية لاسيما في وحدات الدم، حيث الاستنزاف الكبير في عمليات نقل الدم للجرحى والمرضى داخل المستشفيات والمرافق الطبية، بسبب استمرار الحرب وصعوبة تعويض بنوك الدم الكميات المستنزفة، مع تراجع إقبال المواطنين على التبرع بالدم نتيجة سوء التغذية. واعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، أمس الأحد، 19 مواطنا من محافظة الخليل، وشددت من إغلاقها لكافة القرى، والبلدات، ومداخل مدينة الخليل، ومخيماتها. ومن جانبه، أعلن تحالف أسطول الحرية أن ثلاثة من أعضاء فريق سفينته مادلين التي اختطفها الاحتلال الصهيوني وهي في طريقها لكسر الحصار عن غزة ما يزالون محتجزين لديها بشكل غير قانوني.