المجازر لا تتوقّف وسط أوضاع إنسانية صعبة
تواصلت غارات الاحتلال الصهيوني العنيفة على قطاع غزة وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية وتصاعد في العمليات العسكرية التي تطال مناطق مكتظة بالسكان. وكان الاحتلال الصهيوني قد أنذر سكان البلدة القديمة وأحياء الروضة والتفاح شرقي مدينة غزة بإخلاء فوري تمهيدًا لقصفها، فيما لا توجد مآوٍ آمنة داخل المدينة. وتأتي هذه التهديدات في ظل استمرار سياسات التجويع والإبادة التي ينتهجها الاحتلال، بحسب تصريحات المفوض العام لوكالة “أونروا” فيليب لازاريني، الذي حذّر من أن آلية المساعدات الأمريكية “لن تعالج الجوع المتفاقم”.
قالت وسائل إعلام ومصادر محلية فلسطينية، إن المقاومة تخوض اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال الصهيوني في القطاع الشمالي من غزة، وسط تقارير مؤكدة عن إصابة وحدة بصفوف قوات الاحتلال بصاروخ مضاد للدروع، في حين سقط عدد من الشهداء والمصابين بغارات جديدة لقوات الاحتلال.
وتستمر مجازر الاحتلال في قطاع غزّة حاصدة أرواح عشرات الفلسطينيين لا سيما الذين ينتظرون استلام المساعدات، وسط أوضاع صحية وإنسانية صعبة. وتحوّلت نقاط توزيع المساعدات بغزة إلى طعوم لاصطياد المجوعين
وأضاف الاحتلال الصهيوني أكثر من 30 فلسطينيا إلى قائمة الشهداء الذين استهدفهم لدى تدفقهم على مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة، منذ بدء العمل بما يوصف بالآلية الصهيونية الأميركية الجديدة. وتعزز هذه الآلية - التي تقودها ما تسمى بـ “مؤسسة غزة الإنسانية” - التساؤلات المتزايدة حول استخدام الغذاء طعوم صيد للغزيين المجوعين، بعد 20 شهرا من الحرب غير المسبوقة.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة، أنّ قيام الاحتلال بتبليغ سكان منطقة مجمع ناصر الطبي ومحيطها بأنها منطقة إخلاء وعمليات، تسبب في حدوث حالة من الهلع بين المرضى والمواطنين. وأكّدت وزارة الصحة أن الاحتلال الصهيوني يزيد من وتيرة تعمد إخراج المجمع عن الخدمة بإستهداف المربعات السكنية المحيطة وإخلاء السكان.
وأشارت إلى أنّ مجمّع ناصر الطبي هو المكان الوحيد في المحافظة الجنوبية الذي يقدم خدمات تخصصية كخدمة غسيل الكلى والحضانات والعناية المركزة والعمليات، وتوقفها يعني قتل مئات المرضى وحدوث كارثة إنسانية.
ولفتت الوزارة إلى أنه وبعدما أفرغ الاحتلال محافظة شمال قطاع غزة من المستشفيات، فإنّه يواصل بكل عنجهية تمرير خططه بضرب المنظومة الصحية وإفراغ المحافظة الجنوبية من المستشفيات. ومن جهتها أكّدت مصادر محلية بتعرض المناطق الشمالية من مخيم البريج، وسط قطاع غزة، لقصف مدفعي عنيف من قبل الاحتلال الصهيوني. وأنذر الاحتلال الصّهيوني بإخلاء عدة مناطق في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة فورا، والتوجه إلى منطقة المواصي غربا، تمهيدا لتنفيذ هجوم عسكري.
فيما تواصل جرافات الاحتلال، لليوم الثامن على التوالي، عملية هدم واسعة في أحياء مخيم طولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة، طالت قرابة 54 بناية سكنية حتى الآن، ضمن خطة معلنة لهدم 106 مبان في مخيمي طولكرم ونور شمس الواقعين في مدينة طولكرم، بينما شرعت بتنفيذ عمليات هدم لنحو مائة مبنى في مخيم جنين شمالي الضفة.
وقال الناشط حسين الشيخ علي، إنّ “عملية الهدم تخرج عن الخريطة المعلنة، بحيث يجري فتح الشوارع بهدم المنازل في طريق الآليات وليس وفقاً للمدرج في المخطط المعلن من الاحتلال، بحيث جرى حتى الآن هدم ستة مبانٍ خارج ذلك المخطط”. وأكّد الشيخ علي أنّ “كثيراً من عمليات الهدم تؤدي إلى انهيار مبانٍ مجاورة للمباني المهدومة، بسبب طبيعة البناء في المخيم، من حيث اقتراب المباني من بعضها أو أنها مقامة على أساسات ضعيفة”. وقال الشيخ علي: “يبدو أن الاحتلال يتجه لمسح كل شيء اسمه مخيم”.
وأغلقت قوات الاحتلال الصهيوني فجر أمس الجمعة أبواب المسجد الأقصى بعد إخراج المصلين منه، ومنعهم من البقاء داخل المسجد. وعلى الصعيد الدبلوماسي، شهدت الساعات الماضية تحركات مكثفة شملت اتصالًا هاتفيًا بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، تطرّقا خلاله إلى جهود التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب على غزة. وبالتوازي، في وقت ما زال الاحتلال يرفض التعهد بإنهاء الحرب.