شرعت اللجنة الأممية الخاصة بتصفية الاستعمار، المكلفة بدراسة الوضع فيما يخص تطبيق إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة (لجنة 24)، في دورتها الأساسية 2025 وناقشت قضية الصحراء الغربية المحتلة من قبل المغرب منذ سنة 1975.
وقد خصّص اليوم الأول من أشغال اللجنة الخاصة أساسا لدراسة الوضع السائد في 14 من 17 إقليما غير متمتع بالحكم الذاتي، على خلفية الدعوات إلى إحراز تقدم ملموس في مسار تصفية الاستعمار في الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي، والتي لا زالت مدرجة في جدول أعمالها.
وقبل ذلك، صادقت اللجنة الخاصة، بدون تصويت، على ثلاثة مشاريع لوائح سنوية حول تصفية الاستعمار، حيث قامت أولا بالمصادقة على مشروع لائحة حول نشر المعلومات الخاصة بتصفية الاستعمار، حيث تقوم من خلالها الجمعية العامة بإقرار النشاطات التي يباشرها قسم الاتصال الشامل وقسم الشؤون السياسية، وتعزيز السلام في مجال نشر المعلومات حول تصفية الاستعمار.
وباعتماد النص المتعلق بالمعلومات الخاصة بالأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي المقدمة تطبيقا للفقرة “هـ« من المادة 73 من ميثاق الأمم المتحدة، فإن الجمعية العامة تطالب القوى المديرة المعنية باحترام التزاماتها بمقتضى ذات الفقرة فيما يخص كل إقليم مدرج في جدول أعمال اللجنة الخاصة.
ووافقت اللجنة الخاصة على مشروع لائحة يتضمن إرسال بعثات زيارة وبعثات خاصة إلى الأقاليم، كما تلزم القوى المديرة بالتعاون مع الأمم المتحدة من أجل تسهيل تنظيم مثل هذه البعثات إلى الأقاليم الخاضعة لوصايتها.
وأكّد عضو الأمانة الوطنية، ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو، الدكتور سيدي محمد عمار، على أن الشعب الصحراوي، وتكريماً لذكرى شهدائه وتضحياتهم، لن يقبل أبداً سياسة الأمر الواقع وإنه سيواصل كفاحه ومقاومته بكل الوسائل المشروعة من أجل تحقيق تطلعاته الوطنية غير القابلة للمساومة في الحرية والاستقلال.
وجاء هذا التأكيد خلال الكلمة التي ألقاها ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو أمام الدورة الموضوعية للجنة الخاصة المعنية بحالة تنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمَرة (لجنة الأربعة والعشرين)، التي جرت أشغالها بمقر الأمم المتحدة بنيويورك.
وفي البداية، ذكر الدكتور سيدي محمد عمار أنه قبل خمسين عاما، أرسلت هذه اللجنة بعثة لتقصي الحقائق إلى الصحراء الغربية. وأكّدت البعثة الزائرة في تقريرها الذي تبنته اللجنة في 7 نوفمبر 1975 على سلسلة من الاستنتاجات، أبرزها أنه كان هناك إجماع ساحق بين الصحراويين داخل الإقليم لصالح الاستقلال ومعارضة أي اندماج مع المغرب. وكذلك تأكد أنّ جبهة البوليساريو هي القوة السياسية المهيمنة في الإقليم، وتتمتع بتأييد هائل من السكان لمطالبتها بالاستقلال. وينبغي للجمعية العامة أن تتخذ خطوات لتمكين شعب الإقليم من تقرير مستقبله بحرية تامة وفقاً للقرار 1514 (د-15) والقرارات الأخرى ذات الصلة للجمعية العامة.
واستعرض ممثل جبهة البوليساريو معاناة الشعب الصحراوي، وقال أنه عانى من الاحتلال المغربي غير الشرعي والقمع الوحشي منذ ما يقرب من خمسين عاماً. ومع ذلك، فإن الشعب الصحراوي، بقيادة ممثله الوحيد والشرعي، جبهة البوليساريو، لم يتخلَ أبداً عن كفاحه المشروع من أجل الحرية والاستقلال.
لذلك، فإنّه لا بديل عن ممارسة الشعب الصحراوي لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال من خلال استفتاء حر ونزيه تحت إشراف الأمم المتحدة.
واعتبر الدكتور سيدي محمد عمار، أنّ “المقترح” الاستعماري الذي يروج له الاحتلال المغربي ومن يدافعون عنه، ليس سوى مهزلة ومناورة يحاول من خلالها الاحتلال “إضفاء الشرعية” على احتلاله غير الشرعي للصحراء الغربية وحرمان شعبها من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.
وقال إنّه يجب على الدول الملتزمة التزاماً حقيقياً بالتمسك بالمبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والسلام والعدالة أن تثبت التزاماتها بالأفعال لا بالأقوال فقط، على اعتبار أن التهاون والتقاعس لا يؤديان إلا إلى تشجيع الاحتلال المغربي على الاستمرار في اعتقاده الخاطئ بأنه يستطيع فرض الأمر الواقع بالقوة في الصحراء الغربية المحتلة.
وختم كلمته بالقول: “بالأمس احتفلنا بيوم الشهداء لتكريم الرجال والنساء الذين ضحّوا بأرواحهم من أجل حرية وكرامة شعبنا. واليوم، لن نقبل أبداً سياسة الأمر الواقع، وإنّنا سنواصل كفاحنا ومقاومتنا بكل الوسائل المشروعة من أجل تحقيق تطلعاتنا الوطنية غير القابلة للمساومة في الحرية والاستقلال”.
