تعهد قادة عدّة دول بتصعيد لهجتهم ضد الاحتلال الصهيوني، من بينهم الرئيس الايطالي والرئيس التشيلي، وكذا نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية البلجيكي، وانتقدوا الحرب الصهيونية الشرسة التي شنّت على المدنيين في غزة وطالبوا بوقفها وتطبيق القانون الإنساني.
دفع التصعيد الصهيوني الهمجي المتواصل على قطاع غزة عددا من الدول والأقاليم الغربية إلى اتخاذ مواقف حازمة وصلت إلى حد قطع العلاقات بالكامل مع الكيان الصهيوني، ما يشكل رسالة سياسية قوية تعبر عن رفض المجتمع الدولي أو جزء منه الاستمرار في الصمت تجاه ما يرتكبه الاحتلال من انتهاكات جسيمة لجميع المواثيق والأعراف الدولية ولأحكام القانون الدولي الإنساني.
وقال الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا إنه “من اللاإنسانية” أن يحكم الكيان الصهيوني على الفلسطينيين في غزة بالجوع بصغارها ومسنيها.
وخلال كلمته بحفل في قصر كويرينالي بالعاصمة روما، أعرب ماتاريلا عن أمله في أن يسمح الكيان الصهيوني فورا لإيصال المساعدات الدولية إلى غزة. مشددا على حق الفلسطينيين في وطنهم ضمن حدود محددة ومعروفة، وأنه من غير المقبول حرمان الفلسطينيين في غزة من تطبيق القانون الإنساني.
أما رئيس تشيلي جابرييل بوريتش، أكد في خطابه السنوي أمام الكونغرس، أنه سيقدّم مشروع قانون لحظر الواردات من “الأراضي المحتلة بشكل غير قانوني”، كما سيدعم الجهود التي تبذلها إسبانيا لفرض حظر على تصدير الأسلحة إلى الكيان الصهيوني، ما أثار هتافات وصيحات من الاستهجان في الكونغرس. ويُعتبر بوريتش من أبرز المنتقدين للكيان الصهيوني.
من جهته، وصف نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية البلجيكي مكسيم بريفو، الأوضاع في قطاع غزة بالكارثة الإنسانية الكبرى، مبينا أن بلاده قررت رفع صوتها وتصعيد لهجتها تجاه الاحتلال.
وقال بريفو في تصريحات صحافية، “حتى وإن لم تكن لدي الصلاحية لوصف ما يجري بالإبادة الجماعية، فإن على المجتمع الدولي أن يقرر ما إذا كان هذا الوصف ينطبق على الواقع. لكنني قلت بوضوح: لا أعلم ما الذي يمكن أن يكون أسوأ من هذا الحصار الإنساني، والتهجير القسري، والانتهاكات المتكرّرة للقانون الدولي، والرغبة المعلنة في محو غزة بالكامل”. وأوضح، أن “الأولوية الملحّة الآن هي الاستجابة الإنسانية”.
كما أشار إلى أن “بلجيكا قررت تصعيد لهجتها بسبب التصرفات الصهيونية التي تثير الجدل وتشكل خرقًا صارخًا للقانون الدولي، وترقى إلى جرائم حرب بحسب المحكمة الجنائية الدولية”. وأضاف الوزير، أن الحكومة البلجيكية تدرس إمكانية إقامة جسر جوي لنقل المساعدات الإنسانية إلى غزة، كما فعلت سابقًا، مؤكدا على أن الجهود جارية بالتعاون مع دول أوروبية للضغط من أجل تسهيل دخول المساعدات عبر الطرق البرية أولًا.
وختم الوزير البلجيكي قائلا، إن “هناك مئات الشاحنات تنتظر على الحدود يوميًا لإدخال المساعدات لمن هم في أمسّ الحاجة إليها. ما يحدث فعلًا هو فضيحة بكل المقاييس”.وفي خطوة احتجاجية على الإبادة الجماعية بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، أعلنت حكومة إقليم بوليا الواقع في جنوب إيطاليا عن قطع جميع أشكال التعاون والعلاقات المؤسسية مع الكيان الصهيوني. وفي هذا الصدد، قال حاكم الإقليم، ميكيلي إميليانو، إن القرار يأتي في سياق الرفض الأخلاقي لما يرتكبه الكيان الصهيوني من مجازر ضد شعب أعزل، مضيفا أن الخطوة تعبر عن موقف سياسي واضح من سياسات الاحتلال الحالية.
وسار رئيس منطقة إميليا-رومانيا الإيطالية (وسط-شمال) على خطى حاكم إقليم بوليا، حيث دعا في رسالة إلى جميع قادة المنطقة إلى قطع “أي شكل من أشكال العلاقة المؤسسية” مع الكيان الصهيوني بسبب “العنف الخطير الجاري في قطاع غزة”. وبعد أن أشار إلى أن ما يسمى بـ “رئيس وزراء” الكيان الصهيوني ملاحق قضائيا من قبل المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة توقيف بحقّه، دعا الرئيس ميشيل دي باسكال، من الحزب الديمقراطي (يسار الوسط)، إلى قطع جميع العلاقات مع ممثلي الكيان الصهيوني.
وفي إسبانيا، قامت بلدية برشلونة بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني وتعليق اتفاق الصداقة والتوأمة معه المبرم في عام 1998.