واصلت قوات الاحتلال الصهيوني أمس قصفها العنيف على مواقع واسعة من قطاع غزة، خصوصا في خان يونس ورفح جنوبا، ودير البلح في المحافظة الوسطى، مستهدفة عائلات بأكملها، الأمر الذي أدى إلى استشهاد وجرح العشرات من الفلسطينيين.
أفادت مصادر طبية أمس الثلاثاء، باستشهاد عشرات الفلسطينيين في أحدث غارات جوية للاحتلال استهدفت مناطق عدة في قطاع غزة.
وقالت المصادر إن بين الشهداء 6 تحولت جثثهم إلى أشلاء على خلفية قصف مقاتلات صهيونية “دون سابق إنذار” منزلا لعائلة عايش في بيت لاهيا شمال القطاع.
كما قتلت قوات الاحتلال 4 فلسطينيين إثر “استهداف طائرات حربية مجموعة من المواطنين بجوار مركز إيواء في محيط مبنى السفينة، شمال غرب مدينة غزة”، بحسب المصادر ذاتها.
وأعلنت المصادر ارتقاء الكابتن عبد الناصر خضرة، لاعب النادي الأهلي الفلسطيني سابقا، جراء غارة ثالثة استهدفت تجمعا للمواطنين في شارع النصر، غربي مدينة غزة.
وفي سياق متصل، أكدت المصادر استشهاد الصحفي أحمد منصور متأثرا بإصابته التي تعرض لها جراء قصف صهيوني استهدف، الاثنين، خيمة للصحفيين قرب مجمع ناصر الطبي جنوبي قطاع غزة.
بدورهم، تحدث شهود عيان عن أن البوارج الحربية الصهيونية قبالة منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة، اطلقت قذائفها ونيران أسلحتها الرشاشة باتجاه شواطئ بحر الشمال، استمرارا لحرب الإبادة التي يشنها الكيان الغاصب على الفلسطينيين.
وأشار الشهود إلى أن آليات عسكرية صهيونية اطلقت أيضا النيران بكثافة شرقي مخيّم المغازي، وسط قطاع غزة.
جاء ذلك مع استمرار القصف الصهيوني على رفح جنوبي القطاع، حيث أفاد شهود عيان بتجدد القصف المدفعي على المناطق الشمالية من المدينة.
ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 211
استشهد الصحفي الفلسطيني أحمد منصور، بعد يوم من إصابته بحروق بليغة جرّاء استهداف خيمة للصحفيين في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
ونعى التجمع الإعلامي الفلسطيني، الشهيد منصور الذي كان يعمل في وكالة “فلسطين اليوم”، حيث إنه مكث أكثر من 24 ساعة في العناية المركزة لمحاولة إنقاذ حياته جراء الجروح والحروق البليغة التي أصيب بها، قبل أن يُعلن عن استشهاده.
وذكر التجمع أنه باستشهاد منصور يرتفع عدد الشهداء الصحفيين منذ بدء الحرب على قطاع غزة إلى 211 صحفيا وصحفية.
وفي السياق ذاته، أدلى صحفيان فلسطينيان بشهادات حية تكشف تفاصيل اللحظات الأولى للقصف الصهيوني، الذي استهدف خيمة الصحفيين قرب مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس، وهو ما أدى إلى استشهاد الصحفي حلمي الفقعاوي والشاب يوسف الخزندار، إلى جانب إصابة عدد من الصحفيين، بينهم منصور الذي استشهد لاحقا.
و تحدث المصور الصحفي عبد الرؤوف شعث والمصور الصحفي بدر طبش، اللذين كانا متواجدين قرب المكان لحظة القصف الصهيونيي، عن هول المشهد والتهاب النيران بجسد أحد الصحفيين، وهو أحمد منصور الذي أصيب بحالة حرجة.
وقال شعث: “لم أتخيّل أن تأتي لحظة أهرع فيها إلى إنسان والنار تلتهم جسده، لا لإنقاذه من الغياب، بل من الاحتراق”، مشيرا إلى أنه “عندما استهدفت طائرات الاحتلال خيمة الصحفيين في مخيم ناصر، انفجر كل شيء من حولنا: الصوت والنار والغبار والذهول، فإذا بالزميل أحمد منصور يشتعل أمامي، لا مجازا بل حقيقة تفطر القلب”.
نزوح متجدّد وقطاع الصحة يئن
في الأثناء، أطلقت وزارة الصحة في غزة نداء استغاثة بسبب النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية بالمستشفيات.
ويعود ذلك إلى استمرار إغلاق المعابر، وهو ما تسبب في توقف الخدمات الصحية والعمليات الجراحية، خاصة مع ارتفاع أعداد المصابين، نتيجة تصاعد وتيرة الهجمات الصهيونية.
في السياق ذاته، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن ما يقرب من 400 ألف شخص نزحوا مجددا داخل قطاع غزة منذ أن استأنفت قوات الاحتلال عدوانها قبل أقل من 3 أسابيع، أي ما يعادل 1 من كل 5 فلسطينيين في القطاع.
وأضاف دوجاريك “لم يتم اتخاذ أي ترتيبات لضمان سلامتهم وبقائهم على قيد الحياة، وهي مسؤولية تقع على عاتق الكيان الصهيوني باعتباره القوة القائمة بالاحتلال”.