تحقيقات هجـوم السابع أكتوبر

الجيـش الصّهيــوني يقـرّ بالفشل التـام

 أثارت نتائج تحقيق أجراه جيش الاحتلال الصّهيوني وأظهرت فشله في هجوم 7 أكتوبر 2023، غضب رئيس وزراء الكيان الغاصب بنيامين نتنياهو، في حين استغلها معارضوه للمطالبة بمحاسبته.
خلص تحقيق أجراه جيش الاحتلال إلى الإقرار بالإخفاق التام في منع هجوم 7 أكتوبر على مستوطنات غلاف غزّة، وكشف عن تفاصيل ومعطيات جديدة عن الهجوم. وبرّر نتنياهو غضبه بأنّ الجيش نشر النتائج قبل إرسالها إليه، وهو الذي رفض كل دعوات الاستقالة أو الإقرار بمسؤولية الفشل في التعامل مع الهجوم غير المسبوق الذي عرض له الكيان. هذا، وكشف تحقيق أجراه الجيش الصّهيوني، بشأن “فشل السابع من أكتوبر 2023”، والذي نُشرت نتائجه، الخميس، أنّ التشكيلات الصّهيونية كافّة أخفقت بصورة “تاريخية وغير مسبوقة في صدّ هجوم 7 أكتوبر، إذ كانت جاهزيّتها صفراً”، بينما فشلت الاستخبارات العسكرية “أمان”، بفهم حماس لسنوات طويلة. وفي 7 أكتوبر 2023، نجحت حماس في ضرب قيادة وسيطرة الجيش الصّهيوني في الدقائق الأولى من عمليتها المتنوّعة بين البرية والجوية والبحرية. ووفق الإعلام الصهيوني فإنّ معظم القادة من آمري فصائل، سرايا، كتائب، وثلاثة قادة ألوية، قُتلوا فور بدء العملية.
وأشارت تحقيقات الجيش، إلى غياب جاهزيّة مُجمل التشكيلات، بما في ذلك انهيار استخبارات شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان”، و«الشاباك”، مؤكّدةً أنّ فرقة غزّة، “هُزمت في أول ساعتين من العملية”.
ووفق الصحيفة، فإنّ الجيش الصّهيوني أجرى 77 تحقيقاً في الحرب، وهي مقسّمة إلى 4 مجموعات: تحقيقات عامّة بشأن تصوّر منظومة حماس، وتحقيق الاستخبارات، اتخاذ القرارات في ليلة 6 – 7 أكتوبر، تفعيل الجيش الصّهيوني لصدّ العملية، إضافةً إلى تحقيقات المعارك. وفي صلب التحقيقات، كان السؤال المركزي، هو كيف وصل الكيان الصّهيوني، إلى وضع يتعرّض فيه لهجوم قاتل، من دون أن تنجح تشكيلات الاستخبارات كافة في توفير إنذار؟ وكيف سمح الكيان، للمقاومة “بالنمو والتطوّر على الحدود من مسافة أمتار معدودة، من المستوطنات الصهيونية”.
كذلك، كشفت الصحيفة، أنّ حماس خطّطت للعملية لأكثر من عقد. ووفق التحقيقات العسكرية الصّهيونية، فإنّ المعلَم الرئيسي لبدء انهيار الاحتلال في 7 أكتوبر، هو عملية “حارس الأسوار” في العام 2021، إذ بدأت “حماس” بإدراك قدرتها على هزيمة الكيان الغاصب. وبحسب الصحيفة، فإنّ حماس عملت على عدّة مستوياتٍ، مع التركيز على بناء القوّة لتنفيذ الخطة الاستراتيجية لعمليتها. وفي موازاة ذلك، بدأت حماس بخطة تضليل، والتي يصفونها في الجيش الصّهيوني، بأنّها واحدة من أكبر عمليات التضليل في التاريخ العسكري.
كما أظهرت تحقيقات الجيش الصّهيوني، أنّ “حماس” كانت على وشك تنفيذ الخطة مرتين، قبل 7 أكتوبر، ومرتين أوقفتها قبل وقتٍ قصير جداً من تنفيذها: المرّة الأولى في أكتوبر في 2022، ثم في أفريل 2023 في أثناء عيد الفصح اليهودي. وفي الحالتين السابقتين، وكذلك في الحالة الحقيقية في 7 أكتوبر، فشلت شعبة الاستخبارات و«الشاباك” في توقّع الهجوم وتوفير إنذار.
السنوار وضع تصور “طوفان الأقصى”
 وأكّدت الصحيفة، أنّه “طوال عقدٍ، اعتقدوا في المستوى العسكري وفي المستوى السياسي، على حد سواء، أنّ “حماس” مردوعة، وتيمّم وجهها نحو تسوية. بيد أنه في الواقع، قيادة حماس بقيادة يحيى السنوار والمجموعة التي قادها كانت تعدّ خطة 7 أكتوبر”.
ووُصفت التحقيقات الصّهيونية بالعمياء على المستويات المتعدّدة السياسية والعسكرية والاستخبارية، إذ لم يتمّ التحذير من العملية، وهناك فجوة كبيرة ومستمرة في فهم الواقع. وقد تمكّن التحقيق من تحديد، ما لا يقلّ عن عشرة “إشارات”، على مرّ السنين، والتي كان من الممكن من خلالها، فهم أنّ التصوّر الصّهيوني كان خاطئاً، ولكن تمّ تجاهلها.
هذا، وتظهر تحقيقات مخابرات المنطقة الجنوبية في الجيش الصّهيوني صورة مفصّلة لحجم المشاركين في عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر 2023، قدّرت عددهم بين 5000 و5600 مقاول اقتحموا الكيان عبر 77 ثغرة في السياج و37 بوابة مفتوحة. وشملت العملية، التي أكّدت “حماس” مراراً أنها جاءت رداً على جرائم الاحتلال وانتهاكاته، هجمات جوية بـ 57 طائرة مُسيّرة ومظلّة، وست مظلات شراعية، وهجوماً بحرياً من خلال سبعة قوارب و50 مقاتلاً.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19714

العدد 19714

الإثنين 03 مارس 2025
العدد 19713

العدد 19713

الأحد 02 مارس 2025
العدد 19712

العدد 19712

السبت 01 مارس 2025
العدد 19711

العدد 19711

الأربعاء 26 فيفري 2025