أكّد رئيس الجمهورية الصّحراوية، الأمين العام لجبهة البوليساريو، السيد ابراهيم غالي، أنّ القضية الوطنية حققت انتصارات ومكاسب وانجازات عظيمة بفضل صمود وتضحيات الشعب الصّحراوي بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
الرئيس ابراهيم غالي، وفي كلمته خلال إشرافه على افتتاح الدورة العادية السادسة للأمانة الوطنية، ولدى تطرّقه للمكاسب والانجازات المحقّقة خلال الفترة بين الدورتين، أوضح أنها شهدت تحقيق الشعب الصّحراوي لانتصار كبير، مجسّد في حكم محكمة العدل الأوروبية في 04 أكتوبر 2024، والذي كان نهائياً، حاسماً، واضحاً ودقيقا، بحيث وضع الأمور في نصابها من حيث بطلان ولا قانونية أي اتفاق لا يحظى بقبول وموافقة الشعب الصّحراوي الصريحة والكاملة، عبر ممثله الشرعي والوحيد، جبهة البوليساريو.
ويكون ذلك - يضيف السيد الرئيس - شاملاً لأراضي الصّحراء الغربية وأجوائها ومياهها الإقليمية، لأن الصّحراء الغربية والمملكة المغربية بلدان منفصلان ومتمايزان، وبالتالي فالوجود المغربي في الصّحراء الغربية هو مجرّد احتلال عسكري لا شرعي. وأضاف أنّ الفترة المنصرمة شهدت تعزيز مكانة بلادنا على الساحة الدولية، وبشكل خاص على مستوى المنظمة القارية، حيث تساهم بانتظام وعلى قدم المساواة مع شقيقاتها البلدان الإفريقية الأخرى في مختلف برامج وأنشطة الاتحاد، وعلى كل المستويات، وأفشلت كل المحاولات البائسة والمتواصلة من طرف دولة الاحتلال المغربي للمساس من مكانتها.
الكفاح على كل الجبهات
كما أكّد السيد ابراهيم غالي، أنّ الشعب الصّحراوي سيواصل الكفاح على كافة الجبهات حتى استكمال سيادة الجمهورية الصّحراوية على كامل ترابها الوطني. وأشار إلى أنّ الدورة العادية السادسة للأمانة الوطنية تنعقد والشعب الصّحراوي يخلّد الذكرى التاسعة والأربعين لقيام دولته، الجمهورية الصّحراوية، التي شكّلت تجسيداً ميدانياً وحاسماً لإرادته التي لا تتزعزع في الحرية وتقرير المصير والاستقلال. وأضاف أنّ الدورة هي الأولى في سنة 2025، سنة تخليد خمسينية الوحدة الوطنية، أمّ المكاسب وسرّ الانتصارات وضامن الاستمرارية والانتصار.
وقال “إنها لمناسبة لاستحضار دلالات ومغازي هذا الحدث التاريخي في التعاطي مع قادم الأيام والبرامج والاستحقاقات، في سياق فعل نضالي وطني شامل ومتواصل، يستنير بالوفاء لعهد الشهداء، والمضي على دربهم، بتصعيد الكفاح على كل الجبهات، في كنف وحدة شعبنا والتحامه والتفافه حول أهداف ومبادئ طليعته الصدامية، ممثله الشرعي والوحيد، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، حتى استكمال سيادة الجمهورية الصّحراوية، دولة كل الصّحراويات وكل الصّحراويّين، أينما تواجدوا، على كامل ترابها الوطني”.
التنسيق لإفشال الأجندات الاستعمارية
هذا، وأكّد الرئيس الصّحراوي بأنّ دولة الاحتلال المغربي فتحت الباب أمام أجندات استعمارية في المنطقة، ما يتطلب من دول الجوار التنسيق والتشاور لمواجهتها.
وقال غالي في السياق: “لقد فتحت دولة الاحتلال المغربي الباب أمام الاجندات الاستعمارية والصّهيونية في منطقتنا، ناهيك عن المضي في سياساتها العدوانية القائمة على التوسع والضخ المكثف لمخدراتها ودعم وتشجيع عصابات الجريمة المنظمة العابرة للحدود والجماعات الإرهابية، ممّا يهدّد المنطقة برمتها”.
وأضاف :«إنها تحديات ماثلة تتطلّب من جميع شعوب وبلدان المنطقة تضافر الجهود والتنسيق لمواجهة المخاطر المحدقة بها”. هذا،وأوضح الرئيس إبراهيم غالي أنّ صمود الشعب الصّحراوي، وفي المقدمة جيش التحرير الشعبي الصّحراوي، دفع فرنسا الاستعمارية، التي هي الراعي والحامي الحقيقي للسياسات التوسعية المخزنية المغربية، إلى الكشف عن وجهها الحقيقي، بحيث أعلن الرئيس ماكرون أنّ بلاده قرّرت الاعتراف بسيادة مفقودة للمغرب على الصّحراء الغربية، وبالتالي الدوس على كل مواثيق وقرارات الشرعية الدولية وعلى مبادئ وأهداف القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، وعلى كل ما تدّعيه فرنسا من احترام والتزام بحقوق الإنسان وقيم الحرية والديمقراطية والعدالة.