خيّم الحزن على أهالي الأسرى الفلسطينيين الذين كان من المقرر الإفراج عنهم، السبت، ضمن الدفعة السابعة من صفقة تبادل الأسرى بين الاحتلال الصهيوني وحركة حماس.
أمضت أمهات الأسرى وذويهم ليلة الأحد في البرد، في انتظار الإفراج عن أبنائهم الذين وردت أسماؤهم في القائمة التي أصدرها الاحتلال.
خرقت حكومة الاحتلال وقف إطلاق النار في غزة، معلنة تأجيل الإفراج عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين، والتي تعد الأكبر من حيث الأعداد.
قال مكتب رئيس الوزراء الصهيوني إنّه تقرّر إرجاء الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ضمن الدفعة السابعة من اتفاق المرحلة الأولى بسبب ما وصفه بالانتهاكات المتكررة من جانب حركة حماس. وقالت حكومة الاحتلال، إنّها أجّلت إطلاق سراح هذه الدفعة إلى “حين التزام حماس بضمان إطلاق سراح الصهاينة المتبقين دون طقوس مهينة” بحسب زعمها.
ونقلت وسائل إعلام صهيونية عن مصادر، أنّ الأسرى الفلسطينيين وضعوا في حافلات ثم تم إنزالهم مجددا وإرجاعهم إلى محبسهم.وفي المقابل، اعتبرت حماس أن تذرع الاحتلال بأن مراسم تسليم الأسرى مهينة ادعاء باطل وحجة واهية تهدف للتهرب من التزامات الاتفاق، مشيرة إلى أن مراسم التسليم لم تتضمن أي إهانة بل تعكس التعامل الإنساني الكريم مع الأسرى.
حماس تـردّ الاتّهـام
وأضافت حماس على لسان المتحدث باسمها عبد اللطيف القانوع، في بيان، إن “عدم التزام الاحتلال بالإفراج عن أسرى الدفعة السابعة من عملية التبادل في الموعد المتفق عليه يمثل خرقا فاضحا للاتفاق”.
وأضاف القانوع: “في الوقت الذي تجاوبت فيه حماس مع جهود الوسطاء لإنجاح عملية التبادل، يواصل رئيس الوزراء الصهيوني سلوك التسويف والمماطلة ويؤخر الإفراج عن الأسرى”.
ودعا الوسيطين مصر وقطر وضامني الاتفاق “لممارسة الضغط على الاحتلال لاحترام اتفاق وقف إطلاق وتنفيذ بنوده دون تسويف ومماطلة”.
وخلال الخميس والجمعة والسبت، سلمت كتائب القسام، 10 أسرى صهاينة، بينهم 6 أحياء، إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتسليمهم للكيان .
ومن المفترض في مقابل ذلك أن يطلق الاحتلال سراح 620 من المعتقلين الفلسطينيين، بينهم 50 محكوما بالمؤبد، و97 تقرر إبعادهم للخارج، و23 طفلا اعتقلهم الجيش الصهيوني من غزة بعد 7 أكتوبر2023.
ومن بين أسرى الدفعة السابعة، 151 أسيرًا من المؤبدات والأحكام العالية، و445 هم من معتقلي غزة بعد السابع من أكتوبر 2023.
والتزمت كتائب القسام بشروط هذه الدفعة بعد أن أطلقت سراح 6 أسرى صهاينة، السبت، في كل من رفح، والنصيرات وغزة.
”إرهاب منظّم وتنكيل بالأسرى”
في السّياق، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني في بيان مشترك: “إنّ تأخير الاحتلال الإفراج عن أسرى الدفعة السابعة ضمن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس “إرهاب منظم وتنكيل بالأسرى”.
وقال البيان، إنّ “قرار الاحتلال بتأخير الإفراج عن الدفعة السابعة شكل من أشكال عمليات الإرهاب المنظم والتنكيل الذي يمارسه الاحتلال بحق الأسرى المحررين وعائلاتهم، خاصّة في ظل أجواء البرد القارس”. وأضاف أن “الاحتلال لم يترك أداة إذلال وتنكيل وتعذيب إلا واستخدمها بحق الأسرى وعائلاتهم”.
وأشار إلى استمرار “منظومة السجون في تعذيب الأسرى، كما تواصل كافة أجهزة الاحتلال بتهديد الأسرى وعائلاتهم، وهي امتداد لسياسة استخدمتها على مدار سنوات طويلة إلا أنها تصاعدت بشكل واضح عند عمليات التحرير التي تمت مؤخرا”.
وخلال إطلاق سراح الأسرى الصهاينة ضمن الدفعة الأخيرة من المرحلة الأولى لصفقة التبادل واتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بثت كتائب “القسام” فيديو يظهر كواليس تسليم 3 من أسرى الاحتلال في منطقة النصيرات وسط قطاع غزة.
وقبيل التوجه إلى موقع التسليم وسط النصيرات، ذهب الأسرى الثلاثة إيليا ميمون إسحق كوهن، وعمر شيم توف، وعومر فنكرت، إلى أرض زراعية، حيث قال أحدهم مشيرا إلى جذع شجرة زيتون، إن عمرها أكبر من عمر الكيان.
والسبت، اعتدت قوات الاحتلال على الأسرى الفلسطينيين المشمولين في الدفعة السابعة من صفقة التبادل، وذلك في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إلى جانب تأخير الإفراج عنهم، رغم تسليم المقاومة للأسرى الصهاينة الستة المتفق عليهم.
وأكد مسؤول الإعلام في مكتب الشهداء والجرحى والأسرى في حركة حماس، ناهد الفاخوري، أن “الاحتلال أحدث تأخيرا وتجاوزات بخصوص الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين “، موضحا أنه “جرى الاعتداء عليهم قبيل الإفراج عنهم”.
وتابع الفاخوري: “الاحتلال يحاول التلاعب ببعض أسماء الأسرى المقرر الإفراج عنهم”، مضيفا أننا “نؤكّد استعدادنا للإفراج عن جميع الأسرى الصهاينة مقابل كل الأسرى الفلسطينيين”.