أعلن الجيش الصهيوني، أمس الأحد، توسيع عدوانه العسكري على الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك نشر وحدة دبابات في مدينة جنين، وهي المرة الأولى التي تعمل فيها دبابات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية منذ نهاية الانتفاضة الثانية في عام 2005.
أفاد الجيش الصهيوني في بيان أنّ قواته “تواصل مع جهاز الأمن الداخلي وحرس الحدود عملياتها العدوانية في الضفة الغربية وتوسع أنشطتها الهجومية في المنطقة”، مشيرا إلى أن “وحدة دبابات ستعمل في جنين كجزء من الجهد الهجومي”.
وقال مراسل إذاعة الجيش الصهيوني: “لأول مرة منذ عملية (السور الواقي) بعام 2002، من المتوقع أن تبدأ دبابات الاحتلال العمل داخل مخيم جنين، كما يستعد الجيش للبقاء لفترة طويلة داخل المخيم، مع نشر كتيبة ثابتة ستواصل العمل في جنين دون تحديد مدة زمنية”.
ولم يستبعد مسؤولون أمنيون احتمالية استخدام الطائرات المقاتلة في العمليات العدائية الجارية بالضفة من أجل تعزيز القوات البرية، والاعتماد على قوة النيران كعامل حاسم ضد الفلسطينيين.
وتوعّد رئيس الوزراء الصهيوني ووزير دفاعه، بشن عمليات عسكرية أكبر في الضفة الغربية، بعد تفجيرات الحافلات التي شهدتها عاصمة الكيان ليل الخميس.
تهجير 40 ألف فلسطيني من المخيّمات
هذا، وقد أوعز وزير الدفاع الصهيوني، أمس، إلى جيشه بالبقاء في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين التي أخلاها من سكانها شمالي الضفة الغربية، على مدى 12 شهرا المقبلة وعدم السماح لهم بالعودة.
كلام الوزير الصهيوني جاء تعليقا على إعلان جيش الاحتلال توسيع عملياته بشمالي الضفة الغربية والاستعانة بفصيل دبابات للمرة الأولى منذ نحو 22 عاما.
وقال الوزير في بيان: “الجيش الصهيوني يوسّع نشاطه في شمال الضفة، وبدءا من الليلة يعمل أيضا في بلدة قباطية، في إطار عملية السور الحديدي، ويعزز قواته بوحدة مدرعات وقوات إضافية”.
وتابع: “تم إجلاء 40 ألف فلسطيني حتى الآن من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس للاجئين، وأصبحت هذه المخيمات الآن خالية من السكان. كما تم تعليق أنشطة الأونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) في المخيمات”.
وقال وزير دفاع الاحتلال إنه أوعز للجيش الصهيوني “بالاستعداد للبقاء لفترة طويلة في المخيمات التي تم إخلاؤها خلال الـ 12 شهرا المقبلة، وعدم السماح للسكان بالعودة..”.فيما قالت هيئة البث الرسمية، “للمرة الأولى منذ عملية الدرع الواقي (عام 2002) تحركت دبابات الجيش الصهيوني إلى منطقة جنين ضمن الاستعدادات لتوسيع العملية شمال الضفة الغربية”.
من جانبها، قالت صحيفة للاحتلال: “للمرة الأولى منذ الانتفاضة الثانية، وثق الفلسطينيون دبابات ميركافا في الضفة الغربية – وأعلن الجيش الصهيوني عن توسيع عملية السور الحديدي”.
ويأتي ذلك بعد تصعيد الجيش الصهيوني والمستوطنين اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، منذ بدء الإبادة في قطاع غزة، في 7 أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 923 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف شخص، واعتقال 14 ألفا و500 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.