أعلنت حركة حماس تسليم جثث 4 من أسرى الاحتلال الصهيوني، اليوم الخميس، في حين قالت هيئة البث الصهيونية إنّ رئيس وزراء الاحتلال قرّر البدء رسميا في المرحلة الثانية من صفقة التبادل الأسبوع المقبل على قاعدة نزع سلاح حماس.
قال رئيس حركة حماس خليل الحية، إنّه تقرّر تسليم 6 من الأسرى الصهاينة الأحياء يوم السبت القادم، مقابل دفعة من المعتقلين الفلسطينيين في إطار تنفيذ بنود المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، مضيفا بأن اشتراط الكيان إبعادنا عن غزة، هي حرب نفسية سخيفة ونرفض خروج المقاومة أو نزع سلاحها وأي ترتيبات لمستقبل القطاع ستكون بتوافق طني.
ميدانيا، وبالرغم من التزام المقاومة ببنود اتفاق وقف القتال، إلا أن الجيش الصهيوني واصل خرق الهدنة، بالهجمات العسكرية وتقليص عمليات إدخال المساعدات.
جاء ذلك بعدما كرّرت قوات الاحتلال خلال الأيام الأخيرة عمليات استهداف المواطنين في مناطق عدة بمدينة رفح، سواء القريبة من الحدود الشرقية، أو تلك القريبة من “محور فيلادلفيا”.
وتحرم الاستهدافات التي تطال المواطنين القاطنين على مقربة من المحور، نحو 60 % من العودة إلى مناطق سكنهم في الأحياء القريبة وأخرى تقع وسط رفح.
وقال رئيس بلدية رفح أحمد الصوفي، إنّ الاحتلال لا يزال يمنع المؤسسات الدولية من العمل في المدينة، إضافة إلى مواصلته خرق اتفاق وقف إطلاق النار.
إلى ذلك، استهدفت قوات الاحتلال مناطق أخرى في قطاع غزة، وسجّلت عمليات إطلاق نار نفّذتها آليات الاحتلال المتواجدة داخل الحدود الشرقية لمدينة خانيونس جنوبي القطاع، وأخرى في مناطق الحدود الواقعة على الحدود الشرقية لبلدات شمال قطاع غزة.
رفـض دخـول المعــدّات
وجاء ذلك في الوقت الذي لم تلتزم فيه سلطات الاحتلال بتنفيذ كامل بنود “البروتوكول الإنساني”، الذي ينص على إدخال كميات كبيرة من المساعدات والسلع لسكان قطاع غزة، رغم مرور شهر على دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وهو ما يعيق عمليات الإغاثة الطارئة التي يحتاجها سكان غزة، خاصة أولئك الذي هدمت منازلهم، والمواطنين الذين هم بحاجة ماسة لإعادة ربط مناطق سكنهم بشبكات المياه والبنى التحتية المتضررة، والتي يحتاج إصلاحها إلى دخول آليات ومعدات هندسية.
ونفيا لمزاعم الاحتلال، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن ما دخل القطاع من آليات وجرافات يمثل “عددا محدودا جدا”، مشيرا إلى أن البروتوكول الإنساني المنصوص عليه في المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار ينص على إدخال 500 آلية.
وأكّد أنّ المطلوب ليس دخول الجرافات فقط، وإنما الاحتياج والبروتوكول في هذه المرحلة ينص على إدخال 500 آلية تتنوع بين الجرافات وشاحنات النقل والحفارات والكسارات الهيدروليكية، للتعامل مع الكتل الخرسانية الكبيرة لتصبح سهلة النقل.
وتؤكّد الجهات المختصة، أن قطاع غزة يحتاج إلى أكثر من 240 ألف بيت متنقل، من أجل إيواء أهالي القطاع الذين دمرت منازلهم خلال الحرب.
تكلفـــة صادمـــة لإعـــادة الإعمــــار
من ناحية ثانية، ذكر تقرير صادر عن البنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، أنّ إعادة إعمار قطاع غزة تحتاج إلى 53.2 مليار دولار أمريكي.
وأشار إلى أن الأضرار المادية وحدها تقدر بنحو 29.9 مليار دولار، مضيفًا: “قطاع الإسكان هو الأكثر تضرراً لتشكيله 53 في المئة من إجمالي الأضرار، يليه قطاع التجارة والصناعة بنسبة 20 في المئة، في حين شكلت الأضرار الشديدة للبنية التحتية الأساسية مثل الصحة والمياه والنقل أكثر من 15 في المئة”.
ولفت التقرير إلى أن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن انخفاض الإنتاجية وفقدان الإيرادات، وتكاليف التشغيل تقدر بنحو 19.1 مليار دولار، مبينًا أن قطاعات الصحة والتعليم والتجارة تكبدت أكبر الخسائر.
يذكر أنّ التأثير الإجمالي لحرب الإبادة في غزة يقدّر بنحو 49 مليار دولار، وأن إجمالي المبلغ المطلوب للتعافي وإعادة الإعمار يقدّر بحوالي 53.2 مليار دولار.