في اليوم 12 من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، يتواصل تدفق آلاف النازحين الفلسطينيين العائدين إلى وسط وشمال القطاع عبر شارع الرشيد الساحلي، بعد انسحاب قوات الجيش الصهيوني من محور نتساريم. وفي حين قال سفير الاحتلال لدى الأمم المتحدة أن الكيان أبلغ مجلس الأمن أن حظر أنشطة وكالة الأونروا يدخل حيز التنفيذ اليوم الخميس، ندّدت الوكالة مجددا بالحظر الصهيوني.
قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن اتهام الاحتلال للوكالة بالإرهاب “سابقة في عمل مؤسسات الأمم المتحدة”، مؤكدا أن الحظر الصهيوني لأنشطة الأونروا سيجعل مصير ملايين الفلسطينيين على المحك.في غضون ذلك، صعّد جيش الاحتلال من عدوانه على الضفة الغربية المحتلة، وقالت مصادر إعلامية إن حكومة نتنياهو وجّهت بتوسيع العملية العسكرية في جنين إلى مناطق أخرى بالضفة.
كما اقتحم جيش الاحتلال مخيم طولكرم، واغتال فلسطينيين اثنين، كما حاصر مستشفى وسط حملة دهم وتفتيش طالت منازل العديد من الفلسطينيين بالمدينة.
استمــرار العــودة
في الأثناء، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، عودة أكثر من 376 ألف فلسطيني إلى شمال قطاع غزة منذ فتح محور “نتساريم” للعبور، وذلك بعد أن هجرتهم سلطات الاحتلال إثر حرب 7 أكتوبر.وأفاد المكتب الأممي في بيان، أمس الأربعاء، بأن النازحين الفلسطينيين يواصلون العودة إلى شمال القطاع عبر محور “نيتساريم” بعد السماح بالعبور من خلاله بدءا من 27 جانفي الجاري، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.والاثنين، بدأ عشرات آلاف النازحين العودة إلى محافظتي غزة والشمال مرورا بحاجز “نتساريم” عبر شارعي الرشيد الساحلي للمشاة، وصلاح الدين للمركبات بعد خضوعها لتفتيش أمني.
ولليوم الرابع يتواصل تدفّق النازحين الفلسطينيين للعودة إلى غزة والشمال رغم حجم الدمار الكبير الذي طالهما وقدره المكتب الإعلامي الحكومي بأكثر من 90 بالمائة.
هذه الخطوة جاءت في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي جرى التوصل إليه بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر، ودخل حيز التنفيذ في 19 جانفي الجاري.
وتستمر المرحلة الأولى من الاتفاق 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية وثالثة وصولا لإنهاء حرب الإبادة.
هذا، ورغم الخراب والدمار الذي وجده العائدون إلى الشمال، فقد أعلنوا تمسّكهم بالبقاء على أرضهم متعهدين بإعادة إعمار بيوتهم، وفي السياق، أعلن رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، أن بلاده تعتزم تشييد مستشفيات ومدارس وجوامع في قطاع غزة، ضمن جهود إعادة إعمار ما دمرته حرب الإبادة الصهيونية. وقال في مقطع مصوّر نشره، أمس الأربعاء، إن المساعدات الماليزية لغزة في هذا المجال ستتم عبر حملات شعبية وبالتعاون مع القطاع الخاص.
وأوضح رئيس الوزراء الماليزي أن هذه المساعدات “جزء من جهودنا وتضحيات المجتمعات والأشخاص”.
وأكد أن المرحلة الأولى من مشاريع إعادة الإعمار التي ستنفذها ماليزيا في غزة ستشمل بناء مدارس ومستشفيات ومساجد.
وأفاد بأنه في المراحل التالية سيتم التعاون مع اليابان في مشاريع إعادة إعمار غزة.
عدوان على جنين لليوم العاشر.
من ناحية ثانية، يواصل الاحتلال الصهيوني عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم العاشر على التوالي، مخلفا عشرات الجرحى والاعتقالات، وسط تدمير واسع للممتلكات وللبنية التحتية.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أمس، بأن قوات الاحتلال “تواصل عمليات الحرق والنسف والتجريف لمنازل وممتلكات المواطنين الفلسطينيين داخل المخيم وأحيائه، حيث دمرت مسجدا فيما قصفت طائرة مسيرة منطقة “دوار السنيما” ما أدى إلى إصابة شاب فلسطيني، منعت الإسعاف من الوصول إليه قبل أن تقوم باعتقاله”.
كما احتجزت قوات الاحتلال الصهيوني مركبة إسعاف في المنطقة الصناعية في المدينة، وأعاقت عمل طواقم الإسعاف على الدوار الرئيسي وسط مدينة جنين، فيما أصيب فلسطينيان عقب الاعتداء عليهما بالضرب قرب حاجز الجلمة، شمال جنين واعتقل شاب لم تعرف هويته فجر اليوم من حي “البيادر”.ودمر الاحتلال الصهيوني البنية التحتية والشوارع في محيط مدرسة “الزهراء” و«ساحة المخيم” وشارع “مهيوب وحيي الالوب” و«الدمج” وأحدث دمارا وخرابا واسعا.
وفي وسط مدينة جنين وفي منطقة “الحسبة”، اعتدت قوات الاحتلال على مجموعة من الشبان بالضرب المبرح، فيما انتشرت آلياتها في عدة مناطق من المدينة.