شهدت عملية تبادل الدّفعة الثّانية من الأسرى بين المقاومة الفلسطينيّة والإحتلال الصّهيوني، تفاصيل ومشاهد عديدة رصدتها كاميرات وسائل الإعلام عبر مراسليها في “ميدان فلسطين” وسط مدينة غزة، حيث أُقيم مشهد عسكري استعراضي.
بخلاف العملية الأولى التي تمّت الأحد الماضي، عرفت هذه العملية مشاركة سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– إلى جانب كتائب القسّام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- بالإضافة إلى رجال الأمن.
وشهدت التّرتيبات في الميدان عدة أمور لافتة، سواء من حيث التنظيم المحكم من قبل المقاومة، حيث وضعت حواجز تمنع اختلاط الأهالي مع سيّارات الصّليب الأحمر، ونصبت منصّة، أو من حيث العناصر المشاركة في عملية تسليم الأسيرات الصّهيونيات إلى الصّليب الأحمر، والتي تجاوز عددهم عدد من شاركوا في العمليّة الأولى.وفي مشهد مختلف عن العملية الأولى، وصل عناصر كتائب القسّام وسرايا القدس على متن مركبات، وبعضهم على متن درّاجات ناريّة.
ورود للمقـاومـة
كما حضر الأهالي إلى “ميدان فلسطين” وهم يحملون أعلام فلسطين لمشاهدة الاستعراض الذي أقامته المقاومة، وكان مشهد السّيدة التي ألقت الورود على المكان أحسن تعبير على تلاحم أهالي القطاع مع المقاومة، التي ظلّت صامدة طوال شهور الحرب الصّهيونية على قطاع غزّة.
وبالخصوص، قال صحافيون “إنّ المقاومة من خلال الترتيبات التي وضعتها تريد أن تبعث إلى الإحتلال رسائل من المقاومة نفسها ومن الشّارع، ورسائل سياسيّة تفيد بأنّ الحرب لم تحقّق أهدافها”.
والأهم أنّ المقاومة -يضيف الصحافيون- أرادت أن تظهر حالة السّيطرة والإنتشار الكبير لعناصرها والوحدة بينها.
وعن اختيار “ميدان فلسطين”، يقول الصحافيون “إنّ هذا الميدان له رمزيّة تاريخية عند الغزّيين، وكانت قوات الإحتلال قد دخلته بدبّابتها، وصدّرت مشاهد لعساكرها توهمهم فيها بأنها سيطرت على قطاع غزّة”.
أيـن نصرك يـــا نتانياهو؟
في الأثناء، سخر صحفي صهيوني، أمس السبت، من رئيس وزراء الإحتلال، بنيامين نتنياهو، بعد انتشار صور العسكريّات الأربع اللاّتي تمّ إطلاق سراحهنّ أمس وهم باللّباس العسكري.
وقال مراسل قناة إعلامية للإحتلال، وقد علّق ساخراً من نتنياهو: “صورة النّصر المطلق”.
ومن جانبها، قالت قناة صهيونية أخرى: “الصورة الأولى: المراقبات يلوّحن بالزّي العسكري في ميدان فلسطين، في عرض ساخر من حماس”، بحسب وصفها.
وكانت وسائل إعلام عبرية زعمت، أنّ سبب إقامة المقاومة بغزّة “احتفالاً رسمياً” خلال تحرير الأسيرات الصّهيونيات الأربع هو أنّهم “مجنّدات” في جيش الإحتلال.
وقال إعلام الإحتلال: “إنّ حركة حماس تخطّط لإقامة “إحتفال رسمي” مُهين بشكل خاص لأنّ الأسرى الذين تمّ إطلاق سراحهم عسكريّون”.