كثّف الجيش الصهيوني، عدوانه العسكري المستمر لليوم الخامس ضد الفلسطينيين بمدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية المحتلة.
نقل مراسلون قولهم إن الاحتلال دفع بتعزيزات إلى المخيم، وسط تصاعد حدة الاشتباكات وسماع أصوات الانفجارات، فيما شرعت جرافاته بتدمير البنى التحتية ومحال تجارية في المخيم.
وخلال الأيام الأربعة الماضية، أقدم الجيش الصهيوني على إحراق منازل فلسطينية ودفع بآليات ثقيلة لهدم مزيد من البيوت، كما اعتقل عشرات الفلسطينيين وحولهم للتحقيق في مراكز قريبة من المدينة، وفي الأثناء واصلت العائلات الفلسطينية النزوح من جنين في مشهد مماثل لنزوح الغزّيين خلال الإبادة.
ومنذ ظهر الثلاثاء، بدأ الجيش الصهيوني عملية عسكرية في جنين، أطلق عليها اسم “السور الحديدي” استشهد خلالها 13 فلسطينيا وأصيب 50 بجراح حتى مساء الخميس، وفق مصادر رسمية فلسطينية.
والخميس، حذّر نائب محافظ جنين منصور السعدي من مخطط للجيش الصهيوني لتنفيذ اجتياح واسع لوسط مخيم جنين، محذراً من أن الحملة المقبلة قد تشبه الإبادة الجماعية التي نفذها الاحتلال في شمال قطاع غزة.
جنـين .. غزّة ثانيـــة
وقال السعدي: “الجيش أغلق المداخل الأربعة للمدينة والمخيم بالسواتر الترابية، ما منع الدخول والخروج منها”.
وأضاف أن المرضى والطواقم الطبية في مستشفى جنين الحكومي يواجهون ظروفا صعبة بسبب قطع الكهرباء وإمدادات الوقود عن المستشفى نتيجة العدوان المستمر.
ومنذ بداية الهجوم العسكري الذي تضمن غارات جوية وعمليات خاطفة من قبل القوات الخاصة، أجبر الجيش الصهيوني مئات الفلسطينيين على النزوح من مخيم جنين.وأوضح السعدي أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وثقت مغادرة نحو 2000 عائلة من المخيم منذ منتصف ديسمبر الماضي.
وجاء العدوان على جنين في اليوم الثالث من تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين الاحتلال وحركة حماس، بعد إبادة جماعية صهيونية بقطاع غزة استمرت نحو 16 شهرا.
ويمثل العدوان - وفق إعلام صهيوني - محاولة من رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو لاسترضاء وزير المالية اليمني المتطرف بتسلئيل سموتريتش الغاضب من وقف إطلاق النار في غزة.والثلاثاء، ذكرت صحيفة للاحتلال أن نتنياهو وعد سموتريتش بشن هجوم على مخيم جنين، مقابل عدم استقالته من الحكومة ما قد يؤدي لانهيارها.
اشتباكـات ضاريـة فـي قباطيـة
وبالتوازي مع حصارها لمخيم جنين، توغلت قوات الاحتلال صباح أمس في بلدة قباطية الواقعة جنوبي المحافظة وحاصرت منزلا بالبلدة.وقالت سرايا القدس– كتيبة جنين إن عناصرها بقباطية يخوضون “معارك ضارية” مع القوات الصهيونية في محيط المنزل المحاصر ويمطرونها بالرصاص والعبوات.
كما اقتحمت قوات للاحتلال -فجر أمس - بلدتي عرابة واليامون شمال وغرب جنين ونفذت فيهما مداهمات أسفرت عن اعتقال شاب واحد على الأقل.وقالت مصادر محلية فلسطينية إن اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال تُسمع بين الحين والآخر في أطراف مخيم جنين.وكانت كتائب القسام وسرايا القدس أكدتا في الساعات الماضية أنهما تخوض اشتباكات ضارية مع القوات المتوغلة، مؤكدتين تحقيق إصابات في العساكر الصهاينة وآلياتهم.