بينما يواصل الناجون الفلسطينيون في قطاع غزة، انتشال جثامين الشهداء واستقبال المساعدات، يستمر الجيش الصهيوني في الدفع بمزيد من القوات لتصعيد عدوانه على الضفة الغربية المحتلة، حيث يشنّ منذ أمس الأول هجوما عسكريا واسعا على جنين خلّف 10 شهداء وعشرات الجرحى، وألحق أضرارا بالبنية التحتية الحيوية ودفع بأكثر من 600 فلسطيني إلى النزوح.
لليوم الثالث على التوالي، يواصل الاحتلال الصهيوني عدوانه على جنين، مخلّفاً دماراً في البنية التحتية وسط ارتقاء مزيد من الشهداء.
وأعلنت سرايا القدس - كتيبة جنين، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أمس الأربعاء، عن تصديها لاقتحام قوات الاحتلال في محاور القتال، واستهدافها بالعبوات والأسلحة الرشاشة.
وفي الأثناء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الشاب محمود إبراهيم جرادات (29 عاماً) برصاص قوات الاحتلال في قرية تعنك، غرب جنين.
وباستشهاد الشاب جرادات، ارتفع عدد الشهداء في محافظة جنين إلى عشرة، بينهم طفل، وأصيب 40، كما قامت قوات الاحتلال بتدمير البنية التحتية في محيط مشفى جنين الحكومي، واعتقلت 6 شبان.
وأمس الأول، أعلن جيش الاحتلال بدء هجوم عسكري في مدينة جنين بالضفة الغربية، أطلق عليه اسم عملية “السور الحديدي”.
وأفادت وسائل الإعلام صهيونية بأن الهجوم دخل حيّز التنفيذ بأمر من المستوى السياسي، بعدما قام “الكابينت” يوم الجمعة الماضي بإدراج الضفة الغربية في أهداف الحرب القائمة.
وكان جيش الاحتلال اقتحم، فجر أمس، كلاً من بلدة المزرعة الغربية شمالي رام الله، ومخيم العين غربي نابلس، حيث داهم منزلاً خلال اقتحامه للمخيم، وقرية روجيب شرقي نابلس، وبلدة عقربا جنوبي مدينة نابلس أين داهم عدة منازل. كما اعتقل 3 شبان خلال اقتحامه بلدة تقوع، جنوبي شرقي بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية.
وبيّنت التقارير، أنّ الغارات الجوية وأعمال التجريف الثقيلة وعمليات القوات السرية على مدينة جنين ومخيمها أدّت إلى إلحاق أضرار بالبنية التحتية الحيوية ممّا أسفر عن انقطاع الخدمات الأساسية عن المخيم بشكل كبير بما فيها المياه وخدمات الكهرباء وإدارة النفايات الصلبة.
وتواصل قوات الاحتلال منذ الثلاثاء نصب بوابات حديدية عند مداخل بلدات وقرى في الضفة الغربية، ضمن سياسة تشديد الحصار على المحافظات كافة، وتقطيع أوصالها وتحويلها إلى “مناطق معزولة”، وتقييد حركة المواطنين، وفرض عقوبات جماعية عليهم
إبادة في الضّفة
هذا، وحذّرت المقررة الأممية الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية “فرانشيسكا ألبانيز”، من احتمال ارتكاب الاحتلال إبادة جماعية في الضفة الغربية على غرار تلك التي ارتكبها في قطاع غزة.
جاء ذلك خلال منشور على منصة “إكس”، علقت ألبانيز خلاله على العدوان الذي أطلقته قوات الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها.
وتابعت ألبانيز: إنّ “جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين لن تقتصر على غزة، إذا لم يتم إجبارها على التوقف”.
كما أكّد المتحدّث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يشعر بالقلق البالغ بشأن العنف المستمر في الضفة الغربية المحتلة وبشكل خاص العملية العسكرية واسعة النطاق في جنين التي أدّت إلى وقوع شهداء من المدنيين.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين “الأونروا”، إن نحو2000 أسرة قد شُرّدت من المخيم خلال هذه الاشتباكات.
وأعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” عن القلق البالغ بشأن سلامة الفلسطينيين في مدينة ومخيم جنين للاجئين في ظل الهجوم الذي تشنّه قوات الاحتلال الصهيونية.