أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة انتشال رفات 153 شهيدا منذ بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع الأحد الماضي. وقال الدفاع المدني في تصريح مقتضب أمس الأربعاء، إنه انتشل الثلاثاء 5 جثامين من محافظتي غزة والشمال، و5 جثامين من محافظات جنوب القطاع. وتواصل فرق الدفاع المدني العمل في المناطق التي انسحب منها جيش الاحتلال، رغم المخاطر وشحّ الإمكانيات.
في رابع أيام وقف إطلاق النار في قطاع غزة؛ تواصل طواقم الدفاع المدني في مدينة رفح (جنوب) عمليات البحث عن جثامين فلسطينيين فقدت آثارهم تحت أنقاض المنازل المدمرة بفعل القصف الصهيوني والعمليات العسكرية البرية في المدينة اعتبارا من 6 ماي الماضي.وتشارك عائلات فلسطينية طواقم الدفاع المدني في عمليات البحث والانتشال لجثامين متحللة أضحت “هياكل عظمية”، وسط مشاهد تنفطر لها القلوب. هذه الجثامين التي مضت عليها فترات طويلة تحت الأنقاض، تحللت مع مرور الوقت وظروف الحرب القاسية.
مشاهد تنفطر لها القلوب
وأعلن جهاز الدفاع المدني بغزة في وقت سابق الثلاثاء، انتشال جثامين 66 فلسطينيا من تحت أنقاض منازل ومبان دمرتها القوات الصهيونية بمحافظات غزة والشمال والجنوب، خلال الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في القطاع على مدى نحو 16 شهرا، قبل دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
ويقوم أفراد الدفاع المدني العاملون بجد رغم شح الإمكانات، بجمع عظام وجماجم متناثرة بين الركام ووضعها داخل أكياس بيضاء معدة خصيصًا لهذا الغرض. كما تعمل طواقم الدفاع المدني على مدار الساعة، مستخدمةً أدوات بسيطة، وسط غياب المعدات والآليات الثقيلة اللازمة لرفع الركام والبحث في أعماق المنازل المدمرة.
وفي رفح، تمكّنت إحدى فرق الدفاع المدني من انتشال 4 جثامين مدفونة تحت أنقاض منزل مدمر، اختلطت فيه الجثث بالركام والملابس الممزقة.
ووضع الفريق العظام الصغيرة والجماجم بعناية في أكياس بيضاء، في مشهد ترك أثرًا عميقًا في نفوس جميع العاملين والمواطنين الموجودين بالمكان.
ووفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزّة، فإنّ “14 ألفا و222 مفقودا لم يصلوا إلى المستشفيات حتى 18 جانفي الجاري”، ووزارة الصحة سجّلت “46 ألفا و960 شهيدا ممن وصلوا إلى المستشفيات”.
مخاطر ميدانية
وقال متحدث الدفاع المدني في غزة محمود بصل: “أعمالنا محفوفة بالمخاطر، فالعديد من المباني المدمرة تحتوي على متفجرات ومخلفات حربية صهيونية تشكل تهديدًا حقيقيًا على حياة طواقمنا”.
وأوضح بصل للصحافة، أن طواقم الدفاع المدني تعمل ببطء وحذر لتجنب وقوع انفجارات أو انهيارات جديدة. وأضاف: “العمل في مثل هذه الظروف يحتاج إلى معدات وأدوات حماية شخصية، لكننا نفتقر إليها في قطاع غزة، والطواقم تواجه خطرًا مستمرًا، ومع ذلك يواصلون عملهم بإصرار وإيمان بواجبهم الإنساني”.
ودعا بصل المجتمع الدولي إلى ضرورة توفير المعدات الثقيلة والموارد اللازمة لاستكمال عمليات الانتشال وإزالة الأنقاض.
وأردف: “مشاهد الانتشال المؤلمة يجب أن تكون نداءً للعالم ليتحرك فورًا.
سكان غزة لا يمكنهم مواجهة هذه الكارثة الإنسانية بمفردهم”.ووفق إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي، “ألقى الاحتلال على قطاع غزة 100 ألف طن متفجرات” ما تسبّب في تدمير نحو 88 بالمئة من البنى التحتية بما يشمل المنازل وشبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والاقتصاد، بخسائر أولية تزيد عن 38 مليار دولار أمريكي.