غزة تتنفس الحياة بعد 470 يوم من الإبادة

فـرح وهتافات فـي الشوارع والنازحون يعودون رغم الدمار

دخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، صباح أمس الأحد، حيز التنفيذ، بعد تأخره لأكثر من ساعتين ونصف، بسبب إعلان سلطات الاحتلال عدم تنفيذه قبل تسلّم قائمة الأسرى الصهاينة المقرر إطلاق سراحهم.
استغلت القوات الصهيونية فترة تأخير تنفيذ صفقة التبادل، في تكثيف قصفها لعدة مناطق بقطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 26 فلسطينيا وإصابة العشرات بجروح مختلفة. ولم تهدأ الغارات والهجمات إلا بعدما تلقى الاحتلال قائمة تضم أسماء ثلاث أسيرات تم الافراج عنهنّ لاحقا، وهن رومي جونين (24 عاماً) وإميلي دماري (28 عاماً) ودورون شطنبر خير (31 عاماً)، وتحمل إحداهن الجنسية الرومانية وأخرى البريطانية.

هتافـات للمقاومــة

ومع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، تحوّلت شوارع غزة إلى ميادين هتاف وصمود، حيث خرج الآلاف يرددون شعارات المقاومة، مؤكدين أن الهدنة ليست النهاية، بل محطة في طريق النضال.
ففي حي الرمال وسط مدينة غزة، وفي شوارع مخيم جباليا شمالًا، رددت هتافات: “المقاومة وعدت ووفت.. ويا سرايا ويا قسام لالا للاستلام”، بينما علت راية فلسطين ورايات الفصائل ورفرفت فوق رؤوس المحتفلين الذين خرجوا رغم الجراح والدمار، مرددين: “بالروح بالدم نفديك يا فلسطين”.
أما في خان يونس حيث المعاناة، فقد تدفق النازحون من مراكز الإيواء إلى الطرقات، يحملون صور القادة الميدانيين ويرددون الهتافات: “يا قسّام سير سير.. إحنا معاك للتحرير وتحية للقسام عز الدين”، في رسالة واضحة بأن المقاومة باقية رغم كل شيء.
وداخل مخيم النصيرات، تجمع مئات الأطفال أمام أحد المنازل المدمرة، يرفعون شارات النصر ويهتفون: “تحيا المقاومة.. من النصيرات للمخيمات”، بينما علت أصوات النساء بالزغاريد، وكأن لحظة التحرير قد حلّت.
ورغم الأوضاع الإنسانية الكارثية، لم يتوقف الغزيون عن التأكيد على دعمهم للمقاومة، معتبرين أن هذه الهدنة انتزعت تحت نار الصواريخ، وليس عبر التفاوض فقط.
وعلى وقع هذه المشاهد، يستمر الفلسطينيون في غزة برفع أصواتهم عاليًا: “لا تهدئة إلا بعد التحرير”، فيما تتعالى الدعوات لاستكمال المسيرة حتى تحقيق أهدافها الكاملة.

العلم الفلسطــيني يرفـرف عاليـا

بعد 470 يوماً من الإبادة الصهيونية الوحشية، خرجت غزة منتصرةً بأبنائها الذين صمدوا وشدّوا الرحال، منذ الساعات الأولى لبدء تنفيذ وقف إطلاق النار، ليعودوا إلى ديارهم في أنحاء القطاع.
كما خرج المقاومون الذين واصلوا تصدّيهم للعدوان، معتلين آلياتهم العسكرية، بين أبناء شعبهم في جنوبي القطاع. وقد استقبلهم الأهالي بالهتافات المرحّبة.
ولم ينتظر أهالي شمال القطاع طويلاً ليعودوا إلى منازلهم التي أحالها الاحتلال ركاماً، فما إن انسحب جيشه، حتى بدأ الأهالي يدخلون المناطق المحاصرة.
على طريق العودة، ومن وسط الركام، وثّق الغزيون مشاهد آليات جيش الاحتلال المنسحب، التي لم تقوَ على كسر جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون المحاصرة شمالاً، حيث انبثق المقاومون من تحت الأرض، حتى اللحظة الأخيرة، دفاعاً عن أهلهم.

العودة رغم الدمــار

هذا، وقد كشفت عودة النازحين عن دمار هائل وغير مسبوق، خصوصا في مخيم جباليا وبيت حانون ومناطق شمال غرب مدينة غزة.
 وقد بدأ النازحون من مخيم جباليا ومدينة بيت حانون بالعودة مبكرا صباح أمس الأحد، إلى منازلهم المدمرة، مستبقين دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وتسابق النازحون عبر الشوارع المدمرة المؤدية إلى مخيم جباليا ومنطقة الصفطاوي والتوام وبيت لاهيا وبيت حانون، للوصول إلى المنازل والأحياء التي كانوا يسكنون فيها.
وكشفت عودة النازحين عن دمار هائل وغير مسبوق، خصوصا في مخيم جباليا وبيت حانون ومناطق شمال غرب مدينة غزة، على وقع عمليات وعدوان بري وجوي تصاعد بشكل كبير منذ بدء العملية البرية لجيش الاحتلال في الخامس من أكتوبر 2024.

الهدنــة تُطيـح بـــبن غفــير

من ناحية ثانية، أعلن الصهيوني المتطرّف إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي، ووزراء كتلته بالحكومة الصهيونية استقالتهم، احتجاجاً على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.وقال الوزير العنصري أنه بالموافقة على الاتفاق هناك “تنصل من إنجازات الجيش الصهيوني في الحرب، وانسحابه من قطاع غزة ووقف القتال يشكل استسلاماً لحماس”.
وفي حال استقالة كتلة “القوة اليهودية” بزعامة بن غفير، ستفقد الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو 6 مقاعد في الكنيست، لكن ذلك غير كاف لإسقاطها.
وأضاف بن غفير: “استقلت من الحكومة للضغط على نتنياهو لاستئناف الحرب”.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19678

العدد 19678

الإثنين 20 جانفي 2025
العدد 19677

العدد 19677

الأحد 19 جانفي 2025
العدد 19676

العدد 19676

السبت 18 جانفي 2025
العدد 19675

العدد 19675

الخميس 16 جانفي 2025