عاش الصحافيون في قطاع غزة اللحظات الأولى لدخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بمزيج من الاحترافية المهنية في مواصلة تغطيتهم الميدانية غير المنقطعة منذ بداية العدوان رغم التأثر الشخصي بعد أن تحولوا خلال المقتلة من ناقلين للأحداث إلى جزء لا يتجزأ من المعاناة اليومية.
بات بإمكان الصحافيين الفلسطينيين التقاط أنفاسهم، وخلع الخوذ والسترات الزرقاء الثقيلة التي باتت جزءاً من أجسادهم على مدار أيام الحرب، وأخذ قليل من الراحة، بعد أن توقف القصف المتواصل، وهدأت فوهات البنادق والآليات الحربية، على الرغم من تواصل عملهم الميداني في تغطية التبعات الكارثية التي خلفتها المجازر الصهيونية على مدار ما يزيد عن خمسة عشر شهراً.
ويتابع الصحافيون رصد أجواء الفرح المترافقة مع بدء سريان الاتفاق وتوثيقها، على الرغم من ثقل المسؤولية التي ألقيت على أكتافهم منذ بداية العدوان، والتي خسروا خلالها مقار عملهم و205 من زملائهم، نتيجة الاستهداف المباشر، علاوة على تهالك معداتهم جراء التدمير والاستخدام المتواصل دون القدرة على تجديدها أو تطويرها.
وتوجه الصحافيون مع اللحظات الأولى لدخول الهدنة حيز التنفيذ إلى المواقع المتضررة لرصد حجم الدمار وتوثيق الحياة وهي تحاول النهوض من تحت الركام، وانتشروا في الأماكن العامة والأسواق والطرقات لرصد ردود فعل الناس مع عودة الحياة تدريجياً، وقد تبدل عملهم من تغطية مشاهد القصف والدمار إلى تغطية قصص الأمل، مثل عودة العائلات إلى منازلها وفتح المحال التجارية.
وإلى جانب ذلك يتطلع الصحافيون الذين فقدوا معداتهم وكاميراتهم وأجهزة البث والإرسال ولم يتمكنوا من استبدال التالف منها بفعل الإغلاق الصهيوني المتواصل للمعابر إلى توفير بدائل وتحسين البنية التحتية الإعلامية التي من شأنها إعانتهم على مواصلة التغطية والزخم الإعلامي اللازم لمواكبة تنفيذ بنود الصفقة وتصوير الحياة اليومية للفلسطينيين.