أكد ممثل جبهة البوليساريو لدى الأمم المتحدة والمنسق مع بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية (المينورسو) سيدي محمد عمار ببوجدور أن الأمم المتحدة “لا تزال تعتبر قضية الصحراء الغربية قضية تصفية استعمار”.
وأوضح الدبلوماسي الصحراوي على هامش أشغال الندوة الدولية للتضامن مع الشعب الصحراوي التي تتواصل على مدار ثلاثة أيام، “أن هذا الاعتراف بقضية الصحراء الغربية كقضية تصفية استعمار، يعد مكسبا عظيما للشعب الصحراوي، ولم يكن هذا الحق يوما من الأيام منحة أوهبة من أحد وإنما جاء بفعل تضحية ومقاومة وكفاح الشعب الصحراوي”.
لا مساومة على الحرّية والاستقلال
واعتبر من جهة أخرى “أن عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في الصحراء الغربية تعاني من الشلل التام بسبب عرقلة المغرب الذي يراهن دائما على ترسيخ الواقع الاستعماري في الأراضي المحتلة من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”.
وجدّد ممثل جبهة البوليساريو لدى الأمم المتحدة ‘’تمسك الشعب الصحراوي بخيار السلام’’، لكنه في نفس الوقت “يبقى متمسكا بقوة بحقه الثابت والمشروع في استخدام كل الوسائل المشروعة، بما فيها الكفاح المسلح من أجل بلوغ أهدافه المقدسة، والتي لا يساوم عليها لا اليوم ولا الغد في الحرية والاستقلال وبسط سيادة الجمهورية الصحراوية على كامل ترابها الوطني’’.
على المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته
في الأثناء، دعا عدد من النشطاء والمتضامنين الأجانب بمخيم بوجدور للاجئين الصحراويين خلال افتتاح أشغال الندوة الدولية للتضامن مع الشعب الصحراوي، المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه القضية الصحراوية.
وأكدت عضو البرلمان السويدي سيزيا وادبي، بأن هذه الزيارة الثانية لها لمخيمات اللاجئين الصحراويين سمحت لها بتجديد تضامنها مع القضية الصحراوية “القريبة من القلب”.
وأوضحت البرلمانية السويدية بأنها سمعت عن القضية الصحراوية كثيرا خلال سنوات التسعينيات، لكنها “لم تحس بها إلا بعد أن جاءت لزيارة مخيمات اللجوء لأول مرة” وها هي الفرصة كما قالت “لتحمل معاناة الشعب الصحراوي والتعريف بها في مختلف المحافل والمناسبات”.
وأضافت ذات المتضامنة السويدية بأنها اليوم “كسياسية لديها مسؤولية من أجل المرافعة عن القضية الصحراوية والوقوف إلى جانب الشعب الصحراوي إلى غاية بلوغ أهدافه في الحرية”.
التعريـف بعدالـة القضيـة
ومن جهته أبرز الناشط والمتضامن الإيطالي مع القضية الصحراوية توماسو ماركوني، بأن حضوره لهذه الندوة الدولية، تزيده إصرارا على مواصلة التضامن وإيصال صوت هذا الشعب إلى المجتمع الدولي من أجل تحمل مسؤولياته التاريخية تجاه معاناته وحرمانه من حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال.
وعبر المتضامن الياباني كوتا عن فخره الشديد بمشاركته في الندوة الدولية للتضامن مع الشعب الصحراوي، مؤكدا “بأنها فرصة لنقل الصورة الحقيقية لمعاناة هذا الشعب طيلة عقود من الزمن نحو المجتمع الياباني لكسب مزيد من التضامن والضغط من أجل تحقيق العدالة الدولية تجاه القضية الصحراوية”.
وأشار من جهته الناشط السياسي الفلسطيني المتضامن مع القضية الصحراوية محمد خليل، بأنه يتواجد بمخيمات اللاجئين الصحراويين “من أجل تأكيد تضامنه مع هذه القضية الإنسانية، معبرا عن رفضه للاحتلال المغربي للأراضي الصحراوية”.
وتأسف السياسي الفلسطيني للوضعية الصعبة التي يعيشها الشعب الصحراوي في هذا الوقت جراء الاحتلال وهي الوضعية التي يتقاسمها الفلسطينيون، وأردف”مع الشعب الصحراوي في ظل عجز المجتمع الدولي عن إيجاد حل عاجل يضمن للشعبين حقهما في الحرية والاستقلال “.
معلوم أن أشغال الندوة الدولية التضامنية مع الشعب الصحراوي انطلقت مساء الأحد بولاية بوجدور (مخيمات اللاجئين الصحراويين) بحضور عدد من النشطاء السياسيين والباحثين في مجال البيئة والمدافعين عن حقوق الإنسان بعدد من دول العالم.