أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزّة، أمس الثلاثاء، ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني إلى 45 ألفا و59 شهيدا فلسطينيا و107 آلاف و41 مصابا، منذ 7 أكتوبر2023. وأفادت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي بأن جيش الاحتلال ارتكب “3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 31 شهيدا و79 إصابة خلال 24 ساعة الماضية”.
أشارت الوزارة إلى وجود “عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات”، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم.
ولأكثر من مرّة، قالت طواقم الدفاع المدني والإسعاف بغزة إنها تعجز عن الوصول إلى مناطق يتوغل فيها الجيش الصهيوني لانتشال جثامين الشهداء أو إنقاذ جرحى بسبب خطورة الأوضاع الأمنية والاستهداف المتعمد لها.
” أشـلاء وجثـث متفحّمــة”
في الأثناء، واصلت القوات الصهيونية مذابحها في كلّ مناطق قطاع غزّة مركّزة عدوانها على الشمال، حيث استشهد 10 فلسطينيين بينهم أطفال ونساء وأصيب آخرون، فجر أمس الثلاثاء، بقصف صهيوني استهدف منزلا وسط مدينة غزة، بينما اشتعلت النيران في أحد مباني مستشفى كمال عدوان شمال القطاع إثر انفجار قنابل أطلقتها مسيرات الاحتلال.
وأفاد مصدر طبي، باستشهاد 10 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف استهدف شقة في حي “الدَرَجْ” وسط مدينة غزة. وأوضح جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في بيان، أن غالبية الشهداء الذين وصلوا المستشفى إثر القصف الصهيوني بحي الدرج كانوا عبارة عن “أشلاء وجثث متفحّمة”.
ووفق إفادة شهود عيان، فإن طائرة صهيونية قصفت شقة سكنية تعود لعائلة “الترك”، نزح إليها أفراد من عائلة “الطباطيبي”.
وفي مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، قال شهود عيان إن مسيرة للاحتلال من نوع “كواد كابتر” أطلقت أكثر من 10 قنابل على بوابة ومرافق “مستشفى كمال عدوان”، بالتزامن مع إطلاق نار من الآليات العسكرية.
ربوتــات مفخّخـة
وأفاد الشّهود بأنّ القنابل تسببت باشتعال النيران في أحد مباني المستشفى، فضلا عن أضرار طالت عددا من المرافق. وبيّن الشهود أن الجيش الصهيوني وضع 3 روبوتات مفخخة وزرع براميل متفجّرة في محيط مستشفى كمال عدوان، تجهيزا لتفجيرها.
ومساء الاثنين، قصفت مسيرات صهيونية المولدات الكهربائية في مستشفى كمال عدوان، ما تسبّب بانقطاع التيار الكهربائي ووقوع أضرار في قسم العناية المركزة.
وعن تواصل الاستهداف الصهيوني لمستشفى “كمال عدوان”، قال مديره حسام أبو صفية، في تسجيل صوتي، إن الجيش الصهيوني يواصل استهداف المشفى ومحيطه بطائرات مسيرة، ما أدّى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين والكوادر الطبية، وتسبب بأضرار في مولدات الكهرباء وخزانات المياه ومحطة الأكسجين.
وأكد أبو صفية أن المستشفى يعاني من انقطاع الكهرباء والماء، مع وجود أكثر من 50 مصابا يرقدون في المستشفى، بينهم حالات في العناية المركزة تحتاج إلى أكسجين وماء.
الوضــع فـي الشّمـال مـروّع
بدوره، وصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأوضاع في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة بأنها “مروعة حقا”، في ظل استمرار الهجمات الصهيونية.
وقال في منشور على إكس، أمس، إنّ “الصّحة العالمية وشركاءها وصلوا إلى المستشفى قبل يومين في ظل الهجمات والقصف الصهيوني، وسلموا 5 آلاف لتر وقود، وكميات من الغذاء والدواء”.
وأوضح غيبريسوس أن المنظمة نقلت أيضا 3 مرضى من “كمال عدوان” إلى مستشفى الشفاء لمتابعة تلقي العلاج، لافتا إلى رفض الاحتلال تعسفيا وصول أفراد تابعين للصحة العالمية إلى مستشفى كمال عدوان، الأسبوع الماضي.
وأشار إلى أن هذه التطورات حرمت المستشفى من العاملين المتخصصين في الرعاية الجراحية والتوليدية.
مليونــا جائـع فـي غـزّة
على الصعيد الإنساني، دقّت الأمم المتحدة ناقوس الخطر الشديد، وأعلنت عن وجود مليوني جائع في قطاع غزة، فيما وجّه المجلس الوطني الفلسطيني “نداء عاجلا” إلى المجتمع الدولي من أجل الضغط على حكومة الاحتلال لرفع الحصار عن غزة.
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين، “إن مليوني شخص يواجهون جوعا حادا في أنحاء قطاع غزة”، لافتة إلى أن القطاع لم يستقبل سوى ثلث الشاحنات التي يحتاجها البرنامج الشهر الماضي. وتطرقت كذلك إلى الأوضاع الأكثر صعوبة التي يواجهها سكان شمال قطاع غزة، وقالت إن تلك المناطق تعد الأكثر تضرّرا، لافتة إلى أن شاحنتين فقط وصلتا إلى آلاف الجوعى.
وطالبت بضرورة ضمان “الوصول الإنساني الآمن” بدون عوائق على النطاق المطلوب لإنقاذ الأرواح وتجنب حدوث المجاعة.
وكانت وكالة “الأونروا”، أوضحت أن أكثر من 8،500 رضيع، تلقوا حليبا صناعيا عبرها، لكنها في ذات الوقت، حذرت من أن الإمدادات “لا تكفي بأي حال من الأحوال”، وذكرت أن أحد مراكزها الصحية القليلة العاملة لم يتبق لديه سوى 6 صناديق للتوزيع، من أول دفعة تصل خلال 3 أشهر.