قالت وزارة الصحة بقطاع غزة، أمس، أن جيش الاحتلال الصهيوني ارتكب 7 مجازر خلال 24 ساعة، أوقعت 52 شهيدا و203 مصابين. وبذلك يرتفع عدد ضحايا العدوان الغاشم على غزة إلى 45 ألفا و28 شهيدا و106 آلاف و962 مصابا منذ السابع من أكتوبر 2023.
قصف الاحتلال مناطق متفرقة بالقطاع مستهدفا مراكز وخيام النازحين، مما أدى إلى ارتقاء عشرات الشهداء والمصابين، وكثف غاراته على شمال القطاع بما في ذلك مخيم جباليا وبيت لاهيا.
وقد شملت استهدافات الاحتلال خلال الساعات الماضية 5 مراكز تؤوي نازحين.
ففي الشمال، نسف جيش الاحتلال عدداً من المباني السكنية، بينما أطلقت آلياته النار بكثافة في شرقي جباليا البلد، وفي اتجاه المنازل في منطقة الصفطاوي غربي جباليا.
وفي بيت لاهيا، وبالتوازي مع قصف مدفعي صهيوني استهدف محيط مستشفى كمال عدوان، أطلق الاحتلال النار على كل من يتحرّك في باحات المستشفى. وتضرّر قسم العناية في المستشفى، نتيجة إطلاق نار من الآليات الصهيونية.
كما قصف الاحتلال منزلاً لعائلة المزيني، ما أسفر عن استشهاد 5 أشخاص، على الأقل، ووقوع عدد من الجرحى. أما في وسط قطاع غزة، فقصفت مدفعية الاحتلال محيط مقبرة القسّام في مخيم النصيرات، الأمر الذي أدى إلى استشهاد 3 أشخاص.
ومن بين مراكز الإيواء التي استهدفها الاحتلال مدرسة “عبد العزيز”، التابعة لوكالة “الأونروا”، في محيط مجمّع ناصر الطبي، في خان يونس، جنوبي قطاع غزة، حيث ارتكب مجزرةً استشهد فيها أكثر من 20 شخصاً.
إلى جانب ذلك، شنّ الاحتلال قصفاً مدفعياً على شرقي بلدتي الفخاري وخزاعة، في شرقي خان يونس، مع إطلاق آلياته النار بكثافة في اتجاههما.
وكما في شمالي القطاع، نسف الاحتلال مباني سكنيةً في الجنوب، وتحديداً في حي الجنينة شرقي رفح، التي أطلقت الزوارق الحربية الصهيونية عدداً من القذائف في اتجاه شاطئها.
واستشهد شخصان، بينما أصيب آخرون، برصاص قنّاصة جيش الاحتلال، قرب منطقة المشروع شرقي رفح.
الجـد نبهـان يلتحـق “بـروح الروح”
هذا، وقد كتب الجيش الصهيوني بالدّم الفصل الأخير من حياة الفلسطيني خالد نبهان صاحب مقولة “روح الروح” الشهيرة التي ودع بها جثمان حفيدته الشهيدة “ريم” قبل أكثر من عام، وعلقت في أذهان الكثيرين حول العالم.
الجد “نبهان” المعروف بحنانه على أحفاده خاصة الشهيدة ريم (3 أعوام)، أفنى أيامه بعد استشهادها بالعمل الخيري لمساعدة الناس والتخفيف من أهوال الحرب عليهم.لكن الجيش الصهيوني الذي يستخدم تقنيات تكنولوجية عالية في الإبادة الجماعية التي يرتكبها بالقطاع منذ 7 أكتوبر 2023، ويحدد من خلالها أهدافه والأشخاص في محيطها، افترس الجد نبهان، امس الاثنين، كـ«وحش جائع”.بغارة صهيونية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، امس الاثنين، استشهد الجد نبهان وانتهت بذلك حكاية “روح الروح” وانطفأت شُعلة العمل الخيري الذي أضاء به حياة العشرات من المكلومين.
قصة الشهـادة والصبر
وفي نوفمبر 2023، قتلت غارة صهيونية ريم وشقيقها طارق، حفيدي الجد خالد نبهان المكنى بـ “أبو ضياء”.
آنذاك، تداول ناشطون فلسطينيون على مواقع التواصل مقطع فيديو يُظهر الجد حاملا بين ذراعيه جثمان ريم، ويودعها بأسلوب مؤثر ومبكٍ.
وهو يحتضن جثمانها برفق، قال الجد نبهان بكلماته الحنونة المعهودة “روح الروح هذه.. روح الروح”، وفق ما أظهره مقطع الفيديو.
بعد مقتلها، أفنى الجد نبهان ما تبقى من حياته بتقديم العمل الخيري للعائلات المكلومة من الإبادة الجماعية.
كما ساهم في تقديم الدعم المعنوي لهم من خلال تخفيف أهوال الحرب عليهم وحثهم على الصبر على ما أصابهم.
وظهر أمس، شيع أقارب نبهان جثمانه وسط حالة من الحزن الشديد، رغم خطورة الأوضاع الأمنية في مخيم النصيرات، ليتم مواراة حكاية “روح الروح” مثواها الأخير.