في مشاهد صادمة لدويّ الانفجارات وتصاعد عصف النيران، جددت قوات الجيش الصهيوني ليلة الأحد إلى الإثنين وعلى مدى أكثر من 8 ساعات قصفها لمدينة طرطوس على الساحل السوري. فيما وثقت صور وفيديوهات من عين المكان حجم تلك الغارات التي فاق عددها الـ 10، وحولت ليل المدينة نهاراً.
استهدفت غارات صهيونية مكثفة مواقع عسكرية في منطقة طرطوس الساحلية السورية ليل الأحد إلى الاثنين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد المرصد بأن “الطيران الحربي الصهيوني شن غارات على مواقع عدة بينها وحدات للدفاع الجوي ومستودعات صواريخ أرض-أرض”، واصفا إياها بأنها “الضربات الأعنف في منطقة الساحل السوري منذ بدء الغارات في 2012”.
في حين قال شهود من طرطوس “إن الغارات الصهيونية العنيفة جدا على المدينة، وثقها مقياس الزلازل على أنها هزة أرضية بعمق 5 كلم وبشدة 3 درجات على سلم ريختر”.
وذكر الشهود أنه ومن شدة الانفجارات التي عصفت بالساحل السوري، سجلتها أجهزة رصد الزلازل في قرية الفطاسية بريف طرطوس وكأنها هزة بقوة 3 درجات على مقياس ريختر.
كما أكد ضابط سابق في الجيش السوري يعيش في مدينة طرطوس: «لأول مرة تتعرض مدينة طرطوس لقصف جوي صهيوني كبير، حول ليل المدينة إلى نهار جراء الانفجارات العنيفة، نتيجة استهداف قواعد دفاع جوي ومواقع عسكرية سورية ومنها اللواء 23 وكتائب عسكرية قرب قرية حريصون والبلوطية والخراب، إضافة إلى عدد من المواقع الأخرى التي شوهدت النيران تندلع منها».
وقال الضابط، الذي طلب عدم ذكر اسمه،: « قوات الاحتلال استخدمت صواريخ ربما تستخدم لأول مرة في القصف على الأراضي السورية، حيث سمع دوي انفجارات لمسافات تتجاوز عشرات الكيلومترات، باعتبار أن المواقع العسكرية هي في مناطق جبلية واستهدفت بهذه النوعية من الصواريخ لتدمير أسلحة داخل الكهوف”.
وقال سكان في مدينة طرطوس: «الانفجارات تسمع في جميع المناطق المحيطة بمدينة طرطوس وسط حالة من الرعب والهلع لدى الأهالي”.
وشنت قوات الجيش الصهيوني عشرات الغارات منذ الأسبوع الماضي هي الأعنف على سوريا، واستهدفت أغلب بطاريات الدفاع الجوي والطائرات الحربية.
وفي وقت سابق الأحد، شن الطيران الصهيوني، سلسلة غارات على مدينة دير الزور، استهدف آخرها محيط المطار العسكري في المدينة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
توسيع الاستيطان فـي الجولان
وبالإضافة إلى غاراته المكثفة على أهداف عسكرية بالعمق السوري، يواصل الجيش الصهيوني توغله واجتياحه للأراضي السورية من ناحية الجولان، وذلك تحت مزاعم سعيه لمنع أي تهديدات عسكرية.
وفي السياق، وافقت حكومة الاحتلال على خطة لمضاعفة عدد سكان الجولان السوري المحتل من خلال غرس مستوطنات جديدة.
وقال مكتب رئيس وزراء الكيان الغاصب إن الحكومة “وافقت بالإجماع” على خطة بقيمة (11 مليون دولار) “للتنمية الديموغرافية للجولان… في ضوء الحرب والجبهة الجديدة في سوريا والرغبة في مضاعفة عدد السكان”.
واحتل الكيان الصهيوني معظم مرتفعات الجولان عام 1967 وأعلن ضمها عام 1981 في خطوة لم تعترف بها سوى الولايات المتحدة.
يقطن الجولان المحتل نحو 23 ألف عربي درزي، يعود وجودهم إلى ما قبل الاحتلال، ويحتفظ معظمهم بالجنسية السورية، إضافة إلى نحو 30 ألف مستوطن صهيوني.
والأسبوع الماضي، أكد الاحتلال أن الجولان سيظل صهيونيا “إلى الأبد”.
وجاء ذلك عقب أمر صدر للقوات بالعبور إلى منطقة عازلة تنتشر فيها الأمم المتحدة وتفصل بين القوات الصهيونية والسورية منذ عام 1974. كما استولت القوات الصهيونية على مناطق خارج المنطقة العازلة، بينها جبل الشيخ (جبل حرمون) الاستراتيجي.
في عام 2019، أصبحت الولايات المتحدة خلال ولاية ترامب الرئاسية الأولى الدولة الوحيدة التي تعترف بالسيادة الصهيونية على الجولان.
بيدرسن يشدّد على انتقال سياسي شامل
على الجانب السياسي، شدّد المبعوث الأممي لسوريا، غير بيدرسون، أمس من دمشق، على الحاجة إلى “انتقال سياسي شامل وذي مصداقية بقيادة وملكية سوريا، ومبني على المبادئ الواردة في قرار مجلس الأمن رقم 2254”.
وأكد على «نية الأمم المتحدة في تقديم كافة أشكال المساعدة للشعب السوري”.