أطلعت المبعوثة الأممية بالإنابة في ليبيا، ستيفاني خوري، السفراء والممثلين الأفارقة لدى البلاد على مستجدات العملية السياسية، وقالت البعثة الأممية، إن خوري ونائب الممثل الخاص للأمين العام، إينيس تشوما، استعرضا مع السفراء والممثلين للدولة الأفارقة في ليبيا «العناصر الرئيسية للعملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة، والتي تهدف إلى التغلب على الجمود الحالي، وتمهيد الطريق للانتخابات الوطنية».
أكدت البعثة أن تشوما، منسق الشؤون الإنسانية، أطلع بدوره السفراء والممثلين على دعم الأمم المتحدة للتنمية في جميع أنحاء ليبيا، والمساعدات الإنسانية للاجئين والمهاجرين غير النظاميين. مشيرة إلى أن المناقشات تطرقت إلى الحاجة لنزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج بشكل فعال، وإدارة الحدود ودعم اللاجئين السودانيين، فضلاً عن نقاش حول تفاصيل العملية السياسية.
ويأتي تحرك البعثة الأممية محلياً ودولياً، سعياً لإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية الليبية المؤجلة، في وقت تتصاعد فيه الدعوات السياسية المطالبة للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش بسرعة تعيين مبعوث أممي بشكل رسمي.ومنذ توليها مهامها في ماي الماضي، قالت خوري إنه «حتى تعيين ممثل خاص للأمين العام، تبقى البعثة ملتزمة بمساندة الليبيين على تجنيب البلاد مخاطر الانقسام والعنف، وهدر الموارد، من خلال تيسير عملية سياسية يملكها ويقودها الليبيون».
وجدّد سياسيون ليبيون، مطالبهم للأمين العام للأمم المتحدة «بسرعة تسمية مبعوث له في ليبيا»، بقصد إنقاذ العملية السياسية في بلدهم.
دفــــــــــع عمليـــــــــة المصالحــــــــــــة
من ناحية ثانية، عادت الجهود الأفريقية، ممثلة في رئيس الكونغو برازافيل، رئيس اللجنة الأفريقية بشأن ليبيا، دينيس ساسو نغيسو، لإحياء ملف المصالحة عبر زيارة قادته الأسبوع الماضي إلى طرابلس، التقى خلالها محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي، وعبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية.
ويسعى الاتحاد الأفريقي لحلحلة الأزمة السياسية، عبر تجديد مسار المصالحة الوطنية، الذي تعطّل بسبب تزايد الخلافات السياسية بين الأطراف الليبية.والتقى مساء الاثنين الماضي الوفد الأفريقي، برئاسة ساسو نغيسو، رئيس المجلس الرئاسي، ورئيس حكومة الوحدة الليبية، لمناقشة المحاور النهائية، قبيل تحديد موعد لعقد مؤتمر للمصالحة.
غير أن قطاعاً كبيراً من المتابعين لملف المصالحة في ليبيا، يرى أن النجاح في حلحلة هذا الملف مرتبط بتوافق ساسة البلاد على حلّ سياسي.
وتحدث نغيسو عن إمكانية استضافة العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أطراف المصالحة الوطنية في ليبيا ليوقّعوا بأنفسهم على ميثاق المصالحة، منتصف فيفري، وقال برغم عدم وجود مؤشرات ملموسة على تفعيل المصالحة: «نعتقد أننا في الطريق الصحيح، ونتجه نحو المصالحة الوطنية، التي لا بد منها للمضي قدماً نحو الانتخابات».
وسبق أن قطع المجلس الرئاسي الليبي، رفقة الاتحاد الأفريقي، خطوات في مسار المصالحة، من خلال العمل على عقد «مؤتمر جامع للمصالحة» في مدينة سرت، نهاية أفريل الماضي، لكن أُجهض هذا التحرك بفعل الأزمات السياسية بين الفرقاء.
وفي ليبيا يوجد قانونان لـ«المصالحة الوطنية»، الأول يُعده مجلس النواب المؤيد لحكومة شرق ليبيا، وعلى وشك إصداره، والثاني دفع به «المجلس الرئاسي» إلى البرلمان في فيفري الماضي، وينتظر الموافقة عليه، ما يزيد الأمر تعقيداً.