استهدفت ضربات صهيونية جديدة صباح أمس السبت، مواقع عسكرية في دمشق وريفها، حيث دمّرت معهدا علميا ومعملا لسكب المعادن في البحوث العلمية في برزة بريف دمشق، كما استهدف الطيران الصهيوني «مطار الناصرية العسكري الواقع على بعد 17 كيلومترا شرق مدينة النبك في ريف دمشق الشمالي».
أكد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي أورد الخبر، بأنّ غارات صهيونية «دمّرت أيضا مستودعات صواريخ سكود البالستية وراجمات حديثة قرب القسطل في منطقة القلمون في ريف دمشق»، إضافة إلى أنفاق تحت الجبال.
واستهدف الطيران الصهيوني الجمعة «قاعدة صواريخ في جبل قاسيون في دمشق»، وفق المرصد الذي أشار إلى استهداف مطار في محافظة السويداء و« مركز البحوث والدفاع في مصياف» في محافظة حماة.
وأمر وزير الدفاع الصهيوني جيشه الجمعة بالاستعداد للبقاء طوال فصل الشتاء في المنطقة العازلة في هضبة الجولان الاستراتيجية المحتلة منذ العام 1967.
وتم إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح تحت سيطرة الأمم المتحدة، عقب اتفاق لفض الاشتباك بين القوات الصهيونية والسورية عام 1974 بعد حرب أكتوبر عام 1973. وضم الكيان الغاصب القسم المحتل من الجولان عام 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي باستثناء الولايات المتحدة.
تدمير 20 موقعا لتكنولوجيا المعلومات
من جهتها، كشفت وسائل إعلام صهيونية، عن تدمير سلاح الجو الصهيوني، نحو 20 موقعاً للجيش السوري، تابعةً لسلاح الاتصالات والحرب الإلكترونية، وذلك في موجة جديدة من الهجمات نفذها مساء الجمعة.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، تحدّث الإعلام الصهيوني عن إلقاء الكيان 1800 قنبلة على أكثر من 500 هدف في سوريا خلال ساعاتٍ معدودة.
وأشارت تقديرات «الاحتلال، مساء الثلاثاء الماضي، إلى أنه تمّ «تدمير ما بين 70 إلى 80% من القدرات العسكرية للجيش السوري خلال الساعات الماضية».
أوّل ردّ فعـــل مـــن الحكومــــة المؤقتــــــة
وفي أول موقف لها من الانتهاكات الصهيونية، نقلت «أسوشيتد برس» دعوة الحكومة المؤقتة في سوريا مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ إجراءات لإجبار الكيان على الوقف الفوري لهجماته، والانسحاب من مناطق توغل فيها.
وقالت وكالة «أسوشيتد برس» إن الحكومة السورية المؤقتة طالبت بالضغط على الاحتلال من أجل الانسحاب من المناطق التي توغل فيها في انتهاك لاتفاق فض الاشتباك الموقّع عام 1974.
يذكر أن حكومة تصريف الأعمال التي تم تعيينها في سوريا، لم تعلق على الاعتداءات الواسعة التي شنتها اقوات الصهيونية ضد المواقع الحيوية والاستراتيجية العسكرية السورية على مدى الأيام الماضية، والتي تقدر بمئات الغارات التي استهدفت مخازن أسلحة استراتيجية ومطارات وسفناً حربية وموانئ ومراكز أبحاث علمية.
اجتماعــــــات عربيـــة ودوليـــــة
في الأثناء، احتضنت أمس، مدينة العقبة جنوبي الأردن، اجتماعات عربية ودولية لبحث تطورات الأوضاع في سورية. وقد عقد الاجتماع الأول وزراء خارجية لجنة الاتصال العربية الوزارية بشأن سوريا المشكّلة بقرار من الجامعة العربية.
بالإضافة إلى ذلك، عقد وزراء الخارجية العرب الحاضرون لاجتماعات اللجنة اجتماعات مع وزراء خارجية تركيا، والولايات المتحدة، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، والمبعوث الأممي حول سوريا غير بيدرسون. وبحثت الاجتماعات «سبل دعم عملية سياسية جامعة يقودها السوريون لإنجاز عملية انتقالية وفق قرار مجلس الأمن 2254، تلبي طموحات الشعب السوري، وتضمن إعادة بناء مؤسسات الدولة السورية، وتحفظ وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وحقوق جميع مواطنيها».
تحـــذيـــــــر مـــــــــــن الانهيـــــــــــــار
هذا، وقد حضّ مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن أمس القوى الخارجية على بذل الجهود لتجنب انهيار المؤسسات الحيوية السورية.
وأعرب بيدرسن خلال لقائه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، على هامش اجتماعات حول سوريا في العقبة عن تأييده لعملية سياسية موثوقة وشاملة لتشكيل الحكومة المقبلة.
وقال «يجب ضمان عدم انهيار مؤسسات الدولة، والحصول على المساعدات الإنسانية في أسرع وقت ممكن».
وأضاف «إذا تمكنا من تحقيق ذلك، فربما تكون هناك فرصة جديدة للشعب السوري».
ودعا بلينكن خلال جولته في المنطقة والتي التقى خلالها زعماء الأردن وتركيا والعراق، إلى عملية سياسية شاملة تعكس تطلعات جميع المكونات في سوريا.