تتصاعد وتيرة المجازر الصهيونية والاعتداءات بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، رغم الأحاديث المتزايدة عن الأجواء الإيجابية في المفاوضات لوقفها.
لا تترك قوات الاحتلال لحظة في غزة إلا وتستمر في تنفيذ مخططي القتل والتدمير متجاهلة كل الدعوات لوقف استهداف المدنيين. وبات الاحتلال الصهيوني يستخدم كثافة نارية عالية في مجازر غزة المتواصلة، ما يتسبّب في بعض الأحيان في ذوبان جثامين الشهداء أو صعوبة الوصول إليهم، نظراً لتوقف خدمات الدفاع المدني في الكثير من المناطق وعدم القدرة على الوصول إلى الضحايا، بسبب خطورة الأوضاع الميدانية وصعوبة العمل في ظل نقص الإمكانيات جراء استمرار الحرب.
مجــــــــــــــــــــــــازر لا تنتهــــــــــــــــــي
في السياق، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أمس بارتفاع عدد ضحايا مجزرة مخيم النصيرات وسط قطاع غزة إلى 33 شهيداً وأكثر من 84 مفقوداً ومصاباً.
المجزرة وقعت في وقت متأخر من مساء الخميس، إثر قصف صهيوني استهدف مبنى البريد وعدداً من المنازل في مخيم النصيرات، في حين تسبب القصف في اندلاع حرائق هائلة في العديد من منازل الفلسطينيين شرق مخيم جباليا ومدخل بيت حانون شمالي قطاع.
وذكرت مصادر طبية أمس الجمعة أن 71 فلسطينيا استشهدوا منذ فجر الخميس في غارات للاحتلال على قطاع غزة، من بينهم 57 استشهدوا وسط القطاع وجنوبه، وذلك مع استمرار الكيان الصهيوني في حملة الإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد سكان القطاع.
واستهدف الاحتلال كذلك منازل الفلسطينيين شرق مخيم جباليا ومدخل بيت حانون شمالي قطاع غزة، مما أدى لاندلاع حرائق هائلة في تلك المنازل، وذلك وسط قصف جوي مدفعي على مخيم جباليا في إطار العملية العسكرية الصهيونية المستمرة منذ الخامس من أكتوبر الماضي.
ودخلت العملية الصهيونية شمالي القطاع يومها الـ71، وأفاد مصدر طبي باستشهاد وفقدان أكثر من 4 آلاف شخص منذ بدئها، في حين أصيب أكثر من 12 ألف فلسطيني بجروح.
وقال فلسطينيون محاصرون في المناطق الشمالية للقطاع إنهم يتعرضون للقصف الصهيوني إذا خرجوا من منازلهم بحثا عن الماء والطعام.
كما أوردوا بأن مئات المربعات السكنية دمرها الاحتلال ونحو ألفي شخص تم اعتقالهم منذ الخامس أكتوبر.
نســــــــف منـــــــازل وإبــــــــادة عائـــــلات
وفي مدينة غزة، قال مراسلون إن 10 أشخاص بينهم أطفال استشهدوا وأصيب آخرون، في غارة صهيونية استهدفت منزلا بالقرب من مفترق عبد العال بشارع الجلاء. وقد نقلت جثامين الشهداء والمصابون إلى مستشفى المعمداني في المدينة.
كما استهدفت طائرات الاحتلال بغارتين متتاليتين عمارة سكنية بمنطقة أبو شريعة في حي الصبرة جنوب مدينة غزة. وتتعرض منطقة أبو شريعة ومحيط مسجد المجمع الإسلامي بحي الصبرة يوميا لقصف جوي وآخر مدفعي، مما خلف دمارا واسعا في المنطقتين.
كذلك أصيب فلسطينيان اثنان في قصف صهيوني استهدف مبنى سكنيا بمنطقة أبو إسكندر بحي الشيخ رضوان غرب مدينة غزة. ونقلت طواقم الإسعاف الفلسطينية المصابين إلى مستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة، ووصفت حالة بعضهم بالمتوسطة، بحسب ما أفاد به مراسل الجزيرة.
وقال شهود إن دبابات الاحتلال أطلقت قذائفها تجاه منازل الفلسطينيين بمنطقة الصفطاوي شمال غرب مدينة غزة.
رفـــح مدينــة غـــير صالحـــة للحيـــاة
وفي مدينة رفح جنوبي القطاع، قال رئيس بلدية المدينة، أحمد الصوفي، إن التقارير الواردة من داخل رفح تنم عن وجود مخطط لدى قوات الاحتلال لجعلها مدينة غير صالحة للحياة.
وأضاف الصوفي أن قوات الاحتلال التي توغلت داخل رفح منذ ماي الماضي تجري عمليات هدم وتجريف ونسف للمباني السكنية والمرافق والخدماتية وشبكات البنية التحتية في كافة أحياء المدينة.
واعتبر أن استقدام قوات الاحتلال لشركات من أجل هدم المباني وترحيل ركامها إلى جهات غير معلومة، في سابقة من نوعها في حرب الإبادة الجماعية، يؤكد وجود خطة مبيتة يتم تنفيذها بحق مدينة رفح التي أجبرت قوات الاحتلال أهلها على مغادرتها تحت النار منذ أكثر من 7 أشهر.
استهداف عناصر تأمين المساعدات
على صعيد آخر، دعا المكتب الإعلامي الحكومي في غزة المنظمات الدولية لإعلان موقفهم من جرائم الاحتلال، وقال إن اغتيال الاحتلال عناصر تأمين المساعدات يأتي في إطار فرض معادلة تجويع المدنيين.
وأضاف أن الاحتلال الصهيوني ارتكب مجزرة مدبرة باغتيال 13 شهيدا من عناصر تأمين المساعدات.
وكان الاحتلال استهدف ليل الأربعاء وفجر الخميس بالقصف عناصر تأمين المساعدات قرب منطقة الأكواخ على شارع الرشيد غرب مدينة رفح. كما استهدف مجموعة أخرى لتأمين المساعدات على دوار النص غرب منطقة مواصي خان يونس.
المستشفـــيات تحــــت القصــــف
وفي وقت سابق أمس استهدفت مسيرة صهيونية مستشفى كمال عدوان بمشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وفي هذا الصدد، قال مدير المستشفى حسام أبو صفية إنه يجب أن تكون هناك حماية دولية للطواقم الصحية والمستشفيات في القطاع. وناشد المجتمع الدولي ضرورة فتح ممرات آمنة إلى المستشفيات وإدخال الدواء والمستلزمات الطبية والغذائية الضرورية إلى القطاع.
المجتمع الدولي فشل في تنفيذ قراراتـه
هذا، وقد نددت وزارة الخارجية الفلسطينية، امس الجمعة، بالمجزرة الوحشية التي ارتكبها الجيش الصهيوني بمخيم النصيرات، وعدتها انعكاسا لفشل المجتمع الدولي بتنفيذ قراراته والتزاماته.
وقالت الخارجية في بيان: “ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها الاحتلال في مخيم النصيرات، وأدت إلى استشهاد وإصابة أكثر من 150 مواطناً فلسطينياً، وتدمير هائل في المباني”.
ولفتت إلى أن “المجزرة نتيجة مباشرة لتخاذل المجتمع الدولي وفشله في تنفيذ قراراته والتزاماته، الأمر الذي يشجع الاحتلال على تعميق جرائمه واستكمال تدميره الممنهج لقطاع غزة وتحويله لمنطقة لا تصلح للحياة، بهدف دفع سكانه للهجرة بالقوة عنه”.