خيــــام لا تقـــي بــردا ولا تحجــب مطـــرا

شتــــــــــاء قــــــــاسٍ علــــــــــى النازحـــــــين بغــــــــزة

 

داخل خيام مهترئة لا تقي بردا ولا تحجب مطرا، وتحت سماء تعجّ بطائرات حربية واستطلاع صهيونية، يعيش النازحون الفلسطينيون المهجرون قسرا من شمال قطاع غزة ظروفا قاسية، في ظل استمرار الإبادة الجماعية منذ 14 شهرا.
داخل الخيام المصنوعة من القماش والبلاستيك، يجلس الأطفال يرتجفون من البرد بلا ملابس تقيهم أو مأوى يحميهم من الأمطار والهواء البارد مع حلول الشتاء.
وفي مشهد مؤلم، ينظر الآباء والأمهات إليهم بقلوب يعتصرها الألم، عاجزين عن تقديم أكثر من حضن دافئ يخفف قليلا من قسوة الواقع المرير الذي فرضته الإبادة التي ترتكبها القوات الصهيونية.
وفي مكان نزوح أجبروا عليه، يفتقر لأدنى مقومات الحياة الآدمية، والذي كان ملعبا لكرة القدم، يملأ صياح الأطفال الأرجاء ممزوجا بأنين الجرحى، ولا يغيب صوت الرياح المتداخل مع أزيز الطائرات التي لا تفارق السماء.
ويواجه النازحون من بينهم مرضى وكبار سن وأطفال يوميا تحديات يومية لتأمين احتياجاتهم الأساسية، من ماء وغذاء ودواء، وسط شح حاد في الموارد.
تجويــــع ممنهـــج ورعايـــة غائبــــة
ويعاني الفلسطينيون في غزة سياسة تجويع ممنهجة جراء شح في المواد الغذائية بسبب عرقلة الاحتلال إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بحسب تأكيدات مؤسسات أممية ودولية عديدة.
وانخفاض درجات الحرارة والأمطار يزيد معاناة النازحين، ما يعرض الأطفال وكبار السن للأمراض في ظل انهيار النظام الصحي ونقص الأدوية بغزة.
ولم تسلم المستشفيات والطواقم الطبية من الإبادة الصهيونية في غزة، ما أدى إلى انهيار القطاع الصحي وعجزه عن رعاية الجرحى والمرضى.
وأمام خيمته المهترئة، يجلس المصاب عماد صبح (في الأربعينات من عمره) وعلامات الإرهاق والحزن تملأ وجهه، فهو أحد النازحين من شمال قطاع غزة، الذي يشهد عمليات إبادة وتطهير عرقي منذ 5 أكتوبر الماضي. صبح نزح مع عائلته قبل أسابيع من بلدة بيت لاهيا تحت وطأة القصف الصهيوني، ليجد نفسه بخيمة لا تقيه برد الشتاء ولا تحميه من الأمطار، وسط ظروف معيشية قاسية في مدينة غزة داخل ملعب كرة قدم.
وقال صبح للصحافة: “البرد أرهقنا، أتمنى أن يساعدونا بخيمة مناسبة، الظروف صعبة للغاية، لقد يئسنا من الحياة”.
وناشد صبح العالم قائلا: “انظروا إلى حالنا، أوقفوا هذه الحرب، نحن نعاني من نقص شديد بالطعام والماء والدواء، ولا أحد يهتم بمعاناتنا”.
معــــــــــانـــــــــاة بــــــــــــلا مـــــــــــأوى
وصبح يعد من المحظوظين بتوفير خيمة لإيوائه، على عكس الفلسطينية منال أبو ربيع، التي نزحت قسرا من بلدة بيت لاهيا، حيث تعيش بالعراء، مفترشة الأرض تحت سماء مكشوفة، دون أي غطاء أو مأوى.
تقول أبو ربيع: “خرجنا تحت القصف من مدارس كانت تأوينا من بيت لاهيا، ولا أحد يلتفت إلينا، لا نملك فراشا ولا طعاما ولا شرابا”.
وتضيف: “ننام على الأرض بلا فرش أو خيام، نتمنى الحصول على خيمة تقينا وتستر حالنا”.
وتوضح أنها تجلس مع أطفالها بأحد الشوارع دون أي مقومات للحياة، وسط انخفاض درجات الحرارة وتساقط الأمطار بين الحين والآخر.
ومنذ أسابيع يشهد قطاع غزة انخفاضا بدرجات الحرارة وهطول أمطار، ما فاقم معاناة النازحين الذين غادروا منازلهم قسرا بحثا عن الأمان.
ويضطر الفلسطينيون خلال نزوحهم إلى اللجوء للمدارس أو لمنازل أقربائهم أو معارفهم، والبعض يقيم خياما في الشوارع والمدارس أو أماكن أخرى مثل السجون ومدن الألعاب، في ظل ظروف إنسانية صعبة حيث لا تتوفر المياه ولا الأطعمة الكافية، وتنتشر الأمراض.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي، بلغ عدد النازحين داخل القطاع منذ بدء الإبادة الجماعية الصهيونية مليوني شخص من أصل 2.3 مليون إجمالي الفلسطينيين فيه.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19654

العدد 19654

الأحد 22 ديسمبر 2024
العدد 19653

العدد 19653

السبت 21 ديسمبر 2024
العدد 19652

العدد 19652

الخميس 19 ديسمبر 2024
العدد 19651

العدد 19651

الأربعاء 18 ديسمبر 2024