حلّت أمس الذكرى الـ 37 لاندلاع الانتفاضة الأولى “انتفاضة الحجارة”، التي فجّرها الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الصهيوني وشكلت سنواتها السبع (1987-1994)، واحدة من أهم مراحل تاريخ نضال هذا الشعب الذي لازال صامدا على أرضه رغم إجرام الكيان الارهابي وهمجيته وانتهاكاته الواسعة لحقوق الانسان.
جاءت ذكرى الانتفاضة في وقت يتواصل فيه العدوان الصهيوني على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023 والذي خلف نحو 45ٍ ألف شهيد أغلبهم من الأطفال والنساء.
وبالموازاة مع نيران الاحتلال الموجهة نحو غزة، اشتدت أيضا الاعتداءات الصهيونية بحق الضفة الغربية منذ بدء العدوان، بما فيها القدس المحتلة، وسط اقتحامات واعتقالات وعمليات قتل شبه يومية في المدن والبلدات الفلسطينية.
وتحت شعار “لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة” انطلقت شرارة هذه المرحلة الثورية الفلسطينية وبالتحديد من جباليا، عقب استشهاد أربعة عمال على حاجز بيت حانون الاحتلالي في الثامن من ديسمبر عام 1987، بعد أن أقدم مستوطن على دهسهم بشاحنته، وسرعان ما فجر هذا الحادث الغضب في نفوس الفلسطينيين، لتتحوّل مسيرة تشييع الشهداء إلى مظاهرة غضب واسعة.
فقد انطلقت المظاهرات العفوية قبل أن تتحول الى مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، أدت الى استشهاد الشاب حاتم السيسي، ليكون أول شهيد في الانتفاضة المباركة.
واستمرت الانتفاضة سبع سنوات استشهد خلالها وفق معطيات “مؤسسة رعاية أسر الشهداء والأسرى”، 1550 فلسطينيا واعتقل ما بين 100 الى 200 ألف فلسطيني.
كما تشير معطيات “مؤسسة الجريح الفلسطيني” إلى أن عدد جرحى الانتفاضة يزيد عن 70 ألف جريح، يعاني نحو 40% منهم من اعاقات دائمة، و65% من شلل دماغي أو نصفي أو علوي أو شلل في أحد الأطراف، بما في ذلك بتر أو قطع للأطراف.
كما كشفت احصائية أعدتها “مؤسسة التضامن الدولي”، أن 40 فلسطينيا استشهدوا خلال الانتفاضة داخل السجون ومراكز الاعتقال، بعد ان استخدم المحققون معهم أساليب التنكيل والتعذيب.