قال مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، أمس الاثنين، إنهم يحاولون من خلال تقديم خدمات التعليم “ضمان عدم تحول أطفال غزة إلى جيل ضائع”.
أوضح لازاريني في منشور على منصة “إكس”: “في غزة، وسط الكارثة الإنسانية، قدمت فرقنا خلال الأشهر الأربعة الماضية جلسات العودة إلى التعلم لآلاف الأطفال النازحين الذين توقف تعليمهم الرسمي في أكتوبر 2023”.
وأضاف: “من خلال الأنشطة الترفيهية والدعم النفسي وتمارين القراءة والكتابة والحساب الأساسية، نحاول في أكثر الظروف يأسا أن نفعل ما بوسعنا لضمان عدم تحول هؤلاء الأطفال إلى جيل ضائع”.
وشدّد على أن “وقف إطلاق النار في غزة سيكون الخطوة الأولى الحاسمة لإعادة الأطفال إلى مسار التعليم”.
وقال لازاريني: “أينما نعمل، تلتزم الأونروا بمساعدة الأطفال على أن يكونوا أطفالا”.
وتقدّم الأونروا خدماتها الإغاثية والصحية والتعليمية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس وهي: الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، وقطاع غزة، وسوريا ولبنان والأردن.
وفي 28 أكتوبر الماضي أقر الكنيست الصهيوني بشكل نهائي حظر أنشطة الأونروا، في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي 4 نوفمبر، أبلغت سلطات الاحتلال الأمم المتحدة بإلغاء الاتفاقية الخاصة بعمل “الأونروا”، ما يعني حظر أنشطتها، في حال بدء سريان القرار خلال ثلاثة أشهر.
وتزعم سلطات الكيان الصهيوني أن موظفين في الأونروا ساهموا في هجوم “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023، وهو ما ثبت لاحقا عدم صحته.
هذا، وكان فيليب لازاريني، أكّد في كلمة ألقاها خلال منتدى الدوحة 2024 الذي اختتم الأحد، أن استمرار عمل الأونروا التي تأسست بصفة مؤقتة لثلاثة أعوام، واستمر عملها حتى اليوم لـ75 عاما، يعد تعبيرا عن فشل المجتمع الدولي في التوصل لحل سلمي ومستدام للقضية الفلسطينية.
وقال: “ ضَيْم تواجه محاولات لتفكيكها وتحقيق أهداف سياسية جراء ذلك، تكمن بمجملها في نزع صفة اللجوء عن الفلسطينيين”.
وأضاف: “الأونروا تنبثق أهميتها من كونها الوكالة الوحيدة من منظومة وكالات الأمم المتحدة التي تم تكليفها بتقديم الخدمات العامة لأكثر المجتمعات هشاشة وضعفا، وهم اللاجئون الفلسطينيين”، لافتا إلى أن الأونروا كمنظمة تنموية إنسانية قامت طيلة الأعوام الماضية بتقديم وتوفير التعليم للملايين من الذكور والإناث، والذين ساهموا فيما بعد بازدهار المنطقة برمتها.
وبين أن “الأونروا” وفرت على صعيد الصحة العامة اللقاحات والأدوية، وكانت خدمات الرعاية الصحية الأولية تتجاوز معدلات نجاحها أحيانا بعض المناطق في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، فضلا عن أهمية الأونروا في كونها تعتبر وصية على هوية اللاجئين الفلسطينيين وتاريخهم، إذ يضم أرشيفها الرقمي كل البيانات والسجلات المتعلقة بهم، ويحوي أكثر من 30 مليون وثيقة.
واستعرض المفوض العام للأونروا في كلمته معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة جراء حرب الإبادة والتجويع التي يتعرضون لها على يد الاحتلال الصهيوني، في ظل عدم قيام المجتمع الدولي بأي شيء حيالهم، معبرا عن بالغ ألمه للقصص المروعة التي يرويها زملاؤه له يوميا.
وبين لازاريني أن آخر مرة زار فيها غزة كانت في جانفي الماضي، إلا أن التقارير التي تصله يوميا من هناك لا توجد مفردات لوصفها، قائلا: “إن الكل هناك يشعر بالجوع، ويأكل الناس أعلاف الحيوانات في حال وجدوها، فضلا عن عدم وجود الملابس التي تقي برد الشتاء، واستمرار المعاناة جراء الانتقال من حطام إلى حطام آخر”.
ولفت إلى أنه جرى استهداف وتدمير العديد من منشآت الأونروا منذ بداية الحرب، ومئات الناس الذين احتموا في منشآت الأونروا لقوا حتفهم نتيجة هذه الاستهدافات المتواصلة.
ودعا المجتمع الدولي إلى دعم الأونروا ومساعدتها لتمكينها من القيام بواجباتها التي تتزايد يوما بعد يوم، وتوفير الحماية لمنشآتها وكوادرها العاملة في الميدان، وعزلها عن أي مسارات سياسية لا تفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية.