بعد 15 شهرا على زلزال الحوز، لا يزال المتضرّرون يعيشون في الخيام وفي ظروف مزرية، ويواصلون الاحتجاج بمختلف الأقاليم المتضررة، تنديدا بالتهميش وبالإقصاء والفساد الذي يطال عملية صرف المساعدات والدعم.
إلى جانب الظروف المناخية التي تزيد من تعقيد حياة القاطنين في الخيام، سواء في الحر أو القر، تعيش الأسر في خيامها البلاستيكية تحت رحمة الخوف بسبب الأخطار المتعددة التي تحيط بها داخل خيام لا توفر كرامة ولا أمنا.
ويوم الخميس شبّ حريق بإحدى خيام المنكوبين، في دوار “أزرو نسوق” قرب إجوكاك، وأتت النيران على الأخضر واليابس، والتهمت ما بداخل الخيمة من أفرشة وملابس وأواني، تاركة الأسرة المتضررة بدون مأوى، وهي النيران التي لم تسلم منها حتى سيارة كانت بالقرب من الخيمة.وجدّد الحادث دق ناقوس الخطر إزاء الظروف الصعبة والتهميش الذي يعانيه المنكوبون، خصوصا وأن عمليات الإيواء لا تزال متأخرة وتتخللها عدة عراقيل ومشاكل، تشير إلى أنّ معاناة الأسر ستستمر لأمد طويل.
المنكوبون يذرفون الدّموع يائسين
احتجاجا على هذه المعاناة المستمرة، شهد مقر عمالة الحوز، الجمعة، وقفة احتجاجية جديدة للأسر المتضررة، شارك فيها النساء والرجال والأطفال، ذرفوا الدموع وصدحوا بأعلى صوتهم، مطالبين بوقف التهميش ووضع حد للفساد الذي يطال تقديم الدعم.
وصرخ المحتجون بشعارات على رأسها “يكفي من الرشوة والفساد”، “شوفوا المغرب الجديد..مغرب القمع والتشريد”، و«يا عامل يا مسؤول..هذا الشيء غير معقول”، و«أين المسؤول؟”.
وأكّد المتضررون من الزلزال الظروف المزرية التي يعيشونها في الخيام، وأشار بعضهم لعدم استفادتهم من الدعم، والبعض الآخر لعدم كفاية الدعم الذي تلقونه، وعدم قدرته على سد نفقات إعادة بناء المنازل المنهارة، في حين أبرز آخرون أن الركام لم تتم إزالته بعد.
ومقابل هذه الاحتجاجات المتواصلة، تواصل الحكومة تجاهلها، وتعتبر أن ما تقوم به لإعادة الإعمار في المناطق المتضررة يسير بشكل جيد، وأن الوضع في أفضل حال.