تواصل قوات الاحتلال الصهيوني حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة لليوم الـ429 على التوالي، وسط أوضاع كارثية وانتشار للجوع والأمراض بفعل الحصار المطبق وسياسة التجويع الممنهجة.
نفذت قوات الاحتلال عدوانا واسعا خلال الساعات الماضية على مناطق متفرقة من قطاع غزة، كان أبرزها استهداف خيام للنازحين ومنازل مأهولة وسط قطاع غزة، بالتزامن مع عمليات قصف مدفعي وجوي لأجزاء واسعة من القطاع.
واستُشهد عدد من الفلسطينيين بينهم أطفال، في قصف مدفعي للاحتلال استهدف خيام نازحين، غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وأفاد مستشفى “العودة” بمخيم النصيرات في بيان، “بوصول فتاة شهيدة و8 إصابات؛ جراء إطلاق مدفعية الاحتلال قذيفة باتجاه خيام النازحين، في منطقة محطة راضي غرب المخيم”.
وسبق أن ارتكب جيش الاحتلال مجزرة جديدة في مخيم النصيرات مساء الجمعة، بقصف منزل لعائلة النادي، أسفر عن استشهاد 17 فلسطينيا، وإصابة أكثر من 50 آخرين، جلّهم أطفال ونساء.
إبـــــــــــــــادة فـــــــــــــــي الشمــــــــــــــــــال
وتواصل قوات الاحتلال عمليات التطهير العرقي والإبادة في شمال قطاع غزة، ضمن خطة تهدف من خلالها إلى تهجير أهالي شمال غزة، تحت ضغط القتل والتشريد والتجويع، خصوصا في مناطق جباليا، وبيت لاهيا، وبيت حانون.
وتمعن قوات الاحتلال في حرب التجويع والحرمان لأهالي قطاع غزة، في إطار سياسة ممهنجة منذ بدء العدوان، تهدف إلى معاقبة المدنيين العزل، في سلوك مناف لكل الأعراف والمواثيق الدولية.
وينهش الجوع بطون النازحين في الخيام ومراكز الإيواء في شتى مناطق قطاع، وذلك بعد تعمد قوات الاحتلال منع دخول المساعدات والمواد الأساسية اللازمة لاستمرار الحياة، خصوصا مادة الطحين التي يصنع منها الخبز، فضلا عن مواد أساسية أخرى تعتبر من أهم مقومات الحياة في القطاع المحاصر.
انهيــــــــــــــــــــــــــار للإنسانيــــــــــــــــــــــــــــة
وفي الأثناء، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن الكارثة التي حلت في قطاع غزة، تمثل “انهيارا تاما لإنسانيتنا المشتركة”، وسط استمرار حرب الإبادة الصهيونية على القطاع لأكثر من 14 شهرا.وأضاف غوتيريش، في منشور على منصة إكس: “الكارثة في غزة، ليست سوى انهيار تام لإنسانيتنا المشتركة”، وأضاف أن هذا “الكابوس في غزة يجب أن يتوقف”.
وأوضح، أن غزة بات لديها الآن “أكبر عدد في العالم من الأطفال المبتوري الأطراف نسبة إلى عدد السكان”، إذ “يفقد الكثيرون أطرافا ويخضعون لعمليات جراحية من دون مخدر حتى”.
وقـــــــــــف الوحشيـــــــــــــة الصهيونيــــــــــــة
من جانبها، قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز، إن الوقت قد حان لاتخاذ الإجراءات اللازمة والقيام بكل شيء ممكن من أجل وقف الوحشية الصهيونية المستمرة في قطاع غزة. وأكدت ألبانيز: “لا يجوز وصف ما يحدث في غزة بأنه مجرد حرب، حيث توجد قواعد للحروب أيضا، لكن ما يحدث هناك هو دمار شامل”.
آلاف الإعــــــــــــــــــاقــــــــــــــــــــــــات
هذا، وأعلنت وزارة الصحة بغزة، عن 4 آلاف حالة بتر وألفي إصابة بالعمود الفقري والدماغ وآلاف الإعاقات البصرية والسمعية جراء استمرار حرب الإبادة الصهيونية.
جاء ذلك في كلمة لمدير مجمع الشفاء الطبي الحكومي محمد أبو سلمية، في مؤتمر عقد خلال وقفة تضامنية مع المعاقين بمناسبة يومهم العالمي والذي يوافق 3 ديسمبر من كل عام.
وقال أبو سلمية، خلال الوقفة التي تم تنظيمها بمجمع ناصر الطبي جنوب القطاع: “بلغ عدد الجرحى من الذين بترت أطرافهم السفلة والعلوية أكثر من 4 آلاف جلهم من الأطفال”، وذلك منذ بدء الإبادة بغزة.
وتابع، إن عدد من “يحتاج لإعادة تأهيل إثر إصابات في العمود الفقري والدماغ بلغ أكثر من ألفين وهم طريحي الفراش”.
وأوضح أن “الآلاف من الفلسطينيين أصيبوا بإعاقات سمعية وبصرية” جراء القصف الصهيوني.وذكر أن اليوم العالمي للمعاقين يأتي و«معاقي غزة بحاجة لأدنى المستلزمات من كراس متحركة أو عكاكيز”.
شحنـــــــــــــات أسلحــــــــــــة للاحتــــــــــــــــلال
من ناحية ثانية، وفي إطار الدعم العسكري الأمريكي للكيان الصهيوني، نقلت هيئة البث الصهيونية عن مصدر أمريكي مطلع أن تأخير شحنات الأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة للاحتلال قد ينتهي قريبا.
وأضاف المصدر عن مسؤول مطلع أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن “تسعى إلى المضي قدما في صفقة بيع أسلحة للاحتلال الصهيوني بقيمة 680 مليون دولار”.
وقال المسؤول الأمريكي إن الصفقة تشمل آلافا من الذخائر الهجومية المزودة بأنظمة توجيه ومئات من القنابل الصغيرة القطر.
وفي جوان، ذكرت مصادر أن واشنطن، أقرب حليف للكيان الغاصب وأكبر مورديه بالأسلحة، أرسلت له أكثر من 10 آلاف قنبلة شديدة التدمير بزنة ألفي رطل وآلافا من صواريخ هيلفاير، وذلك منذ بدء العدوان على غزة في أكتوبر 2023.
