دخلت الحرب الدموية على قطاع غزة شهرها العاشر، وسط قصف عنيف يخلف مجزرة تلو الأخرى بحق المدنيين بمن في ذلك النازحون في مراكز الإيواء بالمدارس المكتظة، وأولئك الذين يقطنون الخيام بعدما شردوا ودمر جيش الاحتلال الصهيوني منازلهم وممتلكاتهم، في حين تتصاعد حدة المعارك بين المقاومة والاحتلال برفح جنوب القطاع.
استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين، أمس، بينهم أطفال، في سلسلة غارات شنتها طائرات صهيونية على منازل في مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وذكرت وزارة الصحة في غزة، أن الاحتلال ارتكب 4 مجازر وصل إثرها إلى المستشفيات 37 شهيدا و54 مصابا خلال 24 ساعة.
وأضافت أن عدد ضحايا العدوان الصهيوني ارتفع إلى 38 ألفا و919 شهيدا، إضافة إلى 89 ألفا و622 مصابا منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقال جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة عبر منصة «تلغرام»: «استشهد 5 فلسطينيين وأصيب آخرون بقصف صهيوني استهدف منزل عائلة عياد في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة»، وأضاف: «استهدفت الطائرات الحربية الصهيونية منزلا لعائلة الشريحي بالمخيم الجديد في النصيرات وسط قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد 4 فلسطينيين بينهم أطفال ونساء».
كما شنت طائرة حربية للاحتلال غارات على منزل لعائلة أبو جاسر بمنطقة العلمي في معسكر جباليا، ما أدى إلى استشهاد 4 فلسطينيين وعدد من الجرحى، بحسب الدفاع المدني.
استشهــاد صحــافي وعائلتـه
وأعلن كذلك عن استشهاد الصحفي محمد جاسر وزوجته وطفليه، في غارة صهيونية استهدفت منزلهم شمالي قطاع غزة، مما يرفع عدد الصحفيين الشهداء منذ 7 أكتوبر إلى 161.
واستشهد 3 مواطنين وأصيب آخرون، في قصف طائرات صهيونية حربية منزل عائلة «البطران» بمخيم البريج وسط قطاع غزة.
كذلك أفاد شهود عيان أن طائرات صهيونية حربية قصفت منزلا مأهولا بالسكان يعود لعائلة «أبو سدرة» بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين.
فيما قال مستشفى «العودة»، في بيان: «وصلنا 4 شهداء و15 جريحا إثر استهداف منزل قرب مسجد الطلاع من قبل الاحتلال بمخيم النصيرات».
وطوال ساعات ليلة الجمعة إلى السبت، نفّذت طائرات الاحتلال أكثر من غارة جوية ودمّرت منازل فوق رؤوس ساكنيها، ما أدى إلى استشهاد ما يزيد عن 25 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء، فيما قصفت مدفعية الاحتلال محيط شركة الكهرباء ومنطقة المغراقة شمال مخيم النصيرات وسط القطاع.
محكـم للمقاومــة
من ناحية ثانية، قالت كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، أمس السبت، إن عناصرها تمكنت من الإيقاع بقوة صهيونية بين قتيل وجريح في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بعد استدراجها لفتحة نفق مفخخة. وأوضحت في منشور مقتضب عبر حسابها على «تلغرام»، أن «مقاومي القسام تمكنوا من استدراج قوة صهيونية راجلة إلى عين نفق فخخت مسبقا وتفجيرها بأفراد القوة، وإيقاعهم بين قتيل وجريح». وأشارت إلى أن العملية وقعت في حي تل السلطان غرب مدينة رفح.
شهيــد واقتحامــــات بالضفـة
استشهد الشاب إبراهيم زعاقيق (20 عاماً) في إثر إصابته برصاص الاحتلال الحي في رأسه، خلال الاقتحام الذي شنّته القوات الصهيونية فجر امس السبت، على بلدة بيت أمر، شمالي الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
وبحسب ما أوردته وكالة «وفا»، فإنّ الشهيد هو أسير محرّر من سجون الاحتلال، وقد تمّ إطلاق سراحه قبل أسبوعين فقط. وأعلنت القوى الوطنية الحداد العام والإضراب الشامل، اليوم الأحد، حداداً على روح الشهيد.
ونقلت الوكالة عن الناشط في البلدة، محمد عوض، تأكيده إصابة عشرات الشبان بالاختناق من جراء استنشاقهم الغازات السامة التي بعثتها القنابل التي أطلقتها قوات الاحتلال عليهم خلال تصدّيهم للاقتحام.
واقتحمت القوات الصهيونية أيضاً بلدة تفوح غربي الخليل، والمدينة الجنوبية من الخليل، إلى جانب منطقة واد الهرية في وسط المدينة.
أما في جنين، شمالي الضفة الغربية، فاعتقلت قوات الاحتلال الصحافي الفلسطيني، حمزة الجابر، واعتدت عليه بالضرب، عقب اقتحام منزله في بلدة جبع، جنوبي المدينة، وتخريب محتوياته.
وأعلنت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، أنّ المجموعات التابعة لها تصدّت للقوات الصهيونية التي اقتحمت البلدة، مؤكدةً الاشتباك معها في محاور القتال واستهدافها برصاص كثيف وتحقيق إصاباتٍ مباشرة في صفوفها.
وفي السياق، أكدت كتائب شهداء الأقصى تصدّيها، فجر امس، للقوات الصهيونية المقتحمة لبلدة جبع في عدّة محاور، مشيرة إلى أنّها خاضت معها اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة والعبوات المتفجرة.
وإلى جانب جبع، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة الفندقومية، جنوبي جنين وبلدة بزاريا في شمالي غربي نابلس، وقرية عوريف في جنوبيها.