أثارت زيارة وفد جمعوي مغربي إلى الكيان الصهيوني إدانة واسعة في المملكة، حيث أحيت من جديد المطالب بإسقاط كل أشكال التطبيع وقطع العلاقات مع الكيان المحتل، في سياق استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
في خطوة أثارت غضبا وجدلا واسع النطاق لدى هيئات سياسية وحقوقية مغربية، لا سيما تلك المناهضة للتطبيع، أظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي أعضاء ما يسمى «جمعية مغرب تعايش» المغربية خلال تواجدهم بالقدس المحتلة، في إطار زيارة تطبيعية وهم يرقصون ويدخلون في مناقشات ودية مع مسؤولين صهاينة.
وبحسب وسائل إعلامية مغربية، فإن زيارة الوفد المغربي التي اختتمت السبت والتي جاءت في عز العدوان الصهيوني على غزة، تندرج ضمن «تعزيز العلاقات التطبيعية» مع الكيان الصهيوني.
وفي هذا الصدد، سارع «المرصد المغربي لمناهضة التطبيع» إلى إدانة هذه الزيارة، حيث قال: «في الوقت الذي تتواصل فيه حرب الإبادة الجماعية الصهيونية في حق أهالي غزة، يقوم وفد ما يسمى جمعية تعايش المغربية بزيارة إلى مدينة القدس المحتلة، حيث تم إحياء حفل راقص كما جرى استقباله من طرف مسؤولين صهاينة من بينهم «مستشار الأمن القومي» السابق لدى الكيان الصهيوني، الذي كان ضمن الوفد الصهيوني الذي وقع اتفاق التطبيع في 2020».
وأبرز أن أعضاء الجمعية المغربية «تم اختيارهم للعمالة مع الصهاينة في ترديد السردية الصهيونية بشأن أحداث 7 اكتوبر (طوفان الأقصى)، ما يشكل أداة دعائية صارخة للكيان في الأوساط المغربية، تهدف إلى تبييض صورته وسط استمرار حرب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزة».
وكان عزيز هناوي الكاتب العام لـ»مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين»، قد استنكر - خلال الوقفة الشعبية التي نظمتها المجموعة يوم الأربعاء الماضي أمام البرلمان المغربي بالرباط - الزيارة «التطبيعية» للوفد المغربي إلى الكيان المحتل، معتبرا أن ما حصل «يفوق جريمة التطبيع مع الصهاينة، حيث تمت الزيارة في الوقت الذي يتواصل فيه العدوان الصهيوني على قطاع غزة منذ أكثر من 9 أشهر بالإضافة إلى استهداف ممنهج للضفة والقدس المحتلتين».
وفي سياق ذي صلة، استنكر أوس رمال، رئيس «حركة التوحيد والإصلاح» زيارة شباب مغاربة إلى الكيان الغاصب، واعتبرها «شذوذا عن شبه الإجماع الشعبي للمغاربة حول مسألة التطبيع مع الكيان المحتل وحول ضرورة قطع كل العلاقات معه»، منتقدا «محاولة تبييض صورة الكيان الصهيوني التي أصبحت سوداء لدى كل الشعوب والدول في ظل الجرائم والمذابح اليومية التي يرتكبها في حق الشعب الفلسطيني».
بدوره، طالب رشيد فلولي منسق «المبادرة المغربية لدعم ونصرة فلسطين» بإغلاق مكتب الاتصال الصهيوني بالرباط ووقف عمل اللجنة البرلمانية المغربية-الصهيونية.